بسم الله الرحمن الرحيم
بربّكِ يا حبيبةُ خبّرينـا *** حديثَ الصدق، ينْبئُنا اليقينــا
أَبِيني ما خِصامُكِ يا عُيُوني *** فإنّ الصّمـتَ صَيّرني جُنونــا
وهلْ كان ابتعادُك من دلالٍ *** عليْنا، أمْ صَرمتِ لتَهجُرينــا
تمرُّ عليَّ ساعاتُ الليالـي *** أُقلـّب بين أفكاري الظّنونـا
يمزّقني ابتعادُك عنّي حتّى *** يصيــرُ القلب من نـار أتونـا
أغرَّك من جمالِك ساحراتٌ *** رموشُ اللّحْظِ تستلبُ العيونــا
وشعرٌ مُسدلٌ وجمـالُ قـَدِّ *** بحسْنِ القـدِّ نحـنُ معَذَّبونـا
وثغرٌ مُزهِـرٌ ببيـاضِ درّ *** كمـا انتظمـتْ بهِ عِقْـدا ثمينا
وخَـدُّ ناعمٌ كورُود روْضٍ *** وحسـنُ الوجـهِ يفتِنُنـا فُتُونا
أغرَّك أنَّك الأُولى بوصفٍ *** إذا وصـفَ الجمالَ الواصفـونا
أظنّكِ أو حسبتِ أريدُ شيئاً *** ولا يرضى لسانـي أنْ يُبينا
فلا واللهِ ما ذاكَ ابتغيـنا ***وحاشــا نبْتغـِي أبداً مُجونـا
فنحنُ القومُ نجتنِبُ المخازي *** ونُبْقِي الحـُبَّ مستوراً دفينـا
ونبدأُ أمرَه حُــبّا عفيفاً *** ونُبعـدُ عـن خواتمـه المشيـنا
فقالتْ والحياءُ لها حِجابٌ *** عجبتُ اليـومَ ممـّا تزعمُونــا
أليْسَ الحبُّ أطْهرَ مُستجَنِّ *** وأقبـحَ ما يكـونُ إذا استُبينـا
خلا ما كانَ في عقْدٍ حلالٍ *** بحكـمِ الله، شرعَ المُسلمينـا
فقلتُ نعم فهمتُكِ فاعذريني *** سأُمْسي خاطبا، وعْداً مُبينـاً
ألاَ يا عمُّ هل ترْضَى بصهْرٍ *** لنشرفَ فيكُمُ نسَبا، وفينــا؟
فقال نعمْ، وأَنعِمْ من كريمٍ *** وكان المهـرُ أيسرَ ما يكونـا
كذاك الحبُّ إمّا في عفافٍ *** وإلاّ كــان مرجومـاً لعينـا