الساعات الأصعب لفلورنتينو بيريز في رئاسة ريال مدريد

رغم أنه عادة ما يكون ثابتا كالصخرة ، لم يتمكن فلورنتينو بيريز رئيس
نادي ريال مدريد من منع نفسه من القفز والصراخ في مقصورة ملعب "جيرلاند"
معقل ليون فرحا بهدف فريقه في صورة غير معتادة تعكس التوتر الكبير الذي
يعيشه رئيس النادي الملكي.

حدث ذلك أمس الثلاثاء ، تحديدا عندما سجل كريم بنزيمة هدف ريال مدريد أمام
أولمبيك ليون ، في مباراة انتهت بالتعادل 1/1 . قفز بيريز من مقعده ، ورفع
ذراعيه وصرخ. بعد ذلك انتبه إلى غرابة ما فعل فعاد للجلوس سريعا.

ولأن تلك الواقعة كانت غير معتادة ، تحولت اليوم إلى صفحة أولى للمطبوعات الدورية في مدريد.

وأوضحت صحيفة "ماركا" أن "رئيس النادي الملكي لم يتمكن من السيطرة على
نفسه في مباراة جوهرية تتعلق بمستقبل ريال مدريد في دوري الأبطال".

وكانت المباراة أمام أولمبيك ليون ببساطة في ذهاب دور الستة عشر لدوري
الأبطال. لم تكن في النهائي ، ولا حتى أمام منافس عالي الشأن. لذلك أدهش
موقف بيريز الجميع ، فهو رجل يحافظ على المظاهر وخاصة في مقصورات الملاعب.

بدورها ذكرت "أس" أن "فلورنتينو لم يظهر رد الفعل هذا يوم أحرز زيدان هدفه
في جلاسجو (في نهائي دوري الأبطال)، الذي يعد أفضل هدف يحرزه الريال منذ
بداية هذا القرن.

لم يتمكن بيريز من إخفاء توتره الذي يعيشه في هذه اللحظات ، حيث يواجه
مشروعه الأكثر طموحا الجزء الحاسم من الموسم. فلو حدث فشل جديد ، سيحمل
الكثيرون المسئولية لرئيس النادي الذي تعاقد مع كل من جوزيه مورينيو
وكريستيانو رونالدو.

فضلا عن ذلك ، جاء هدف ريال مدريد في ليون (الذي تقدم به الفريق في
المباراة التي انتهت 1/1) بعد أداء فردي جيد لكريم بنزيمة ، أحد من يراهن
عليهم بيريز رغم عدم تمتعه بالثقة الكافية من جانب الجماهير أو المدير
الفني.

واتخذ بيريز قرارا شبه شخصي بالتعاقد مع اللاعب الفرنسي في 2009 ، بعد أن
رفض ضم الأسباني ديفيد فيا الذي يتألق في الوقت الحالي مع برشلونة.

ولم يتجاوز ريال مدريد خلال المواسم الست الأخيرة دور الستة عشر لبطولة
دوري أبطال أوروبا ، وهو الأمر الذي لا يمكن للنادي احتماله أكثر من ذلك ،
خاصة وأنه البطل الأهم في تاريخ البطولة بتسعة ألقاب ، وكذلك بالنظر إلى
حاجة بيريز لتحقيق نتائج فورية لجذب الأنظار عن تألق برشلونة.

ويعد مليونير صفقات البناء الذي يوشك على إكمال عامه الثالث والستين ، أحد
أكثر رجال الأعمال أهمية وتأثيرا في أسبانيا. لكن دماء عشق ريال مدريد
التي تسري في عروق الجميع كشفت عن المشاعر الحقيقية حتى لرئيس النادي
المتحفظ.