بسم الله الرحمن الرحيم
الله سبحانه وتعالى هو الشهيد ، شهيد لأنه مع كل مخلوق بعلمه فقد قال تعالى : وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ
إن كنتم في أطباق الجو ، أو تحت أمواج الماء ، أو في الصحراء ، أو على ظهر اليابسة ، في السفر ، أين ما كنتم فالله معكم . وهذه معيَّةٌ عامَّة ، وهناك معيَّةٌ خاصَّة فقد قال تعالى :
وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ
وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ
إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ
معيَّة الله الخاصَّة أي : معهم مؤيِّداً ، وناصراً ، وحافظاً ، وموفِّقاً . إذا كان الله معك فمن عليك ؟ وإذا كان الله عليك فمن معك ؟ أقرب الناس إليك يتنكَّرون لك
إلا أنَّ المعيَّة الخاصَّة مشروطة فقد قال تعالى : وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآَتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآَمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً
فالشهيد جل جلاله يكون مع كل مخلوق بعلمه ، ومع المؤمن بتوفيقه ، وحفظه ، وتأيِّيده ، ونصره .. قال تعالى :قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى ، قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى
وكل مؤمن إن شعر أنَّ الله معه ، يشعر بقوَّة لا حدود لها
قال بعض العلماء : " الشهيد ؛ الأمين بشهادته " ما دام الله عزَّ وجلَّ شهيدًا فلا تخفى عليه خافية ، ولا حركة ، ولا سكنة ، ولا خاطر ، ولا صراع أبداً فنفوس العباد مكشوفةٌ له ، قال تعالى :
وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ
وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ