عادات الإخوة السوريين في رمضان

سوريا

أجواء روحانية وتقاليد اجتماعية خاصة


تثير الحياة الرمضانية في سورية اهتمام وسائل الإعلام العربية والعالمية وننقل هنا ما بثته وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الايرانية-أرنا حول احتفاء السوريين برمضان وجاء في تقريرها

يرتبط قدوم شهر رمضان المبارك ارتباطاً وثيقاً بالعاصمة السورية التي تكاد تنفرد بتقاليد مميزة عن مثيلاها من المدن الإسلامية في تعايش الناس مع هذا الشهر الفضيل.‏

وتعايش السوريين مع هذا الشهر المبارك يشمل نواحي عديدة أبرزها الأجواء الدينية الروحانية التي تسود,وطقوس العبادات التي يمارسها الصائمون إضافة إلى العادات والتقاليد المتبعة في هذا الشهر.‏

ويبدأ اليوم الرمضاني عند السوريين بتلهفهم للاستيقاظ على مدفع السحور ونغمات المسحراتي الذي يدعى (أبو طبلة) حيث يتجول في الأحياء الشعبية داعيا بنغماته وطرقات طبلته الصائمين لعبادة الله وقيام الليل واعداد وجبة السحور.‏

ويلجأ قسم من الصائمين ممن لا يريدون تعكير صفوه نومهم,والاستيقاظ على طرقات طبلة المسحراتي منتصف الليل,الى السهر حتى ساعة متأخرة من الليل ليتناولوا طعام وجبة السحور ويخلدوا الى النوم وذلك قبل موعد قدوم المسحراتي.‏

ويعتاد السوريون قضاء الساعات الأولى من النهار الرمضاني في العمل بالنسبة للرجال,وفي اعداد الطعام بالنسبة للنساء مع المحافظة على اقامة الفرائض الدينية من صلاة في أوقاتها المحددة.‏

ويقضي الصائمون من الرجال والشباب وقتهم بعد انتهاء فترة عملهم,في تلاوة القرآن الكريم.‏

وإن كان الشهر الفضيل مناسبة للصيام والتعبد والتقرب من الله لدى العامة من السوريين,إلا أنه في الوقت ذاته يتحول لدى بعض الخواص الى طقس من طقوس الطعام والتسلية,يتم خلاله التفنن بأساليب اجتذاب الزبائن من قبل أصحاب المحال أو المحطات التلفزيونية,وذلك طوال الفترة الممتدة منذ آذان المغرب والافطار وحتى آذان الفجر وقبل السحور.‏

وأكثر ما يميز الشوارع الدمشقية في شهر رمضان في وقت النهار حالات التزاحم للسيارات,التي تزداد وتيرتها كلما اقترب موعد أذان المغرب,حتى أنك لتجد نفسك في وسط جو خانق من السيارات إذا ما شاء الحظ وتأخرت بالوصول الى منزلك الى ما قبل الأذان,ثم تجد نفسك فجأة في مدينة شبه خالية بعيد رفع أذان المغرب.‏

وقدوم شهر رمضان في سورية يجذب معه بعض العادات والتقاليد الخاصة بهذا الشهر الفضيل,حيث ومع آذان المغرب ينطلق مدفع الافطار,وفي المنازل تتسابق سيدات البيوت على تقديم أشهى المأكولات وكل أسرة حسب مقدرتها.‏

ويؤدي المسلمون والمسلمات صلاة التراويح في المساجد في صلاة العشاء,والى جانب مسجد دمشق الكبير (الأموي) في قلب المدينة تزدهر ظاهرة الحكواتي,وهي عادة كانت تجتذب الكثير من أبناء المدينة للاستماع الى بطولات (الزير سالم) و(عنترة بن شداد).‏

والكل ملتف حول النرجيلة يراقب الحكواتي وهو يميل برأسه يميناً ويساراً حسب أحداث القصة التي يرويها.وإن كانت ظاهرة الحكواتي منتشرة فيما مضى بمقاه كثيرة إلا أنها تكاد تنحصر هذه الأيام بمقهى النوفرة الشهير بالقرب من المسجد الأموي.‏

واضافة الى الحكواتي تنشط الحفلات التي تحييها فرق المولوية (اتباع جلال الدين الرومي) سواء في المساجد أم المطاعم.‏

أما الأحياء الراقية فتعود ظاهرة الخيم الرمضانية للظهور كل سنة وتحديداً من داخل المطاعم الكبيرة أو في الفنادق ذات الخمس نجوم.‏

ويشهد الشهر المبارك في سورية زيادة في تبرع الموسرين على المحتاجين بالهبات والزكاة والصدقات والكفارات التي يقوم بها أفراد مختصون يجمعون المال والسلع الأخرى على الفقراء.ولا يمنع الموسرون أو متوسطو الحال من دعوة أقاربهم وأصدقائهم الى موائد الإفطار.‏

ولدى الدمشقيين قول سائد يقول ( العشر الأول من رمضان للمرق (كناية عن الاهتمام باعداد وجبات الطعام ,و(العشر االوسطى للخرق) أي شراء ثياب كسوة العيد,و(العشر الأخير لصر الورق) كناية عن الانهماك بإعداد حلوى العيد.‏

ويقدس السوريون شهري رجب وشعبان فيحتفلون باحياء ليلة الاسراء والمعراجفي السابع والعشرين من رجب والخامس عشر من شعبان,وذلك بالصيام في هذين اليومين وقيام ليلتيهما