بسم الله
إنه من المألوف في أول أيام رمضان أن ترى المساجد تكتظ وتزدحم بالمصلين بنسبة تفوق الايام العادية ..
وربما رأيت بضعاً منهم يمكثون فيه بعد انتهاء العصر أو الصبح وفي حجورهم المصاحف ولهم دوي كدوي النحل ..
وربما رأيت الأنفس في بداية رمضان مقبلة على التراويح ..
والكثير منا أيضاً يعاهد نفسه عند استهلال رمضان بإمساك لسانه .. والمحافظة
على أوراد الصباح والمساء .. وغيرها من العبادات .. بل إن البعض منا يتورع
حتى عن بعض المباحات من شدة الحماس ....الخ .
لكن في مثل هذه الأيام الأواسط يبدأ العد التنازلي للإقتراب من زبدة الشهر الذي هو زبدة العمر ..
ومع هذا العد التنازلي .. يبدأ التنازل من البعض إلا من رحم ربك ..
بالرغم من أن المقبل خير مما فات بلاشك ..
فمن المفترض أن يكون حالنا كحال سباق الماراثون الطويل .. فالذي يكون متأخر
في بداية السباق .. لربما يكون الأول في ختام السباق .. أما إن حدث العكس
فهي الحسرة والألم .. فالعبرة بمن يضحك أخيرا فهو من سيضحك كثيراً ..
إنها رسالة تذكير لنفسي ولغيري بمضاعفة الجهد والمكابدة وقسر النفس من جديد
للخروج من هذه الدورة بأكبر كمية ممكنة من الحسنات والأعمال الصالحة لعلنا
نلحق بركب المتقين ..
لقد ذكر الله جل وعز وصفاً فيه عبرة عظيمة : " أياماً معدودات " .. وكلنا يعلم أن خيرها في أواخرها ..
فهذا أيضاً نداء لمن قصر أن يتدارك تقصيره ..
ولمن أحسن ليزداد ويضاعف الجهد لأن الإحسان في القادم أولى ..
ولمن فرط أن يبدأ من الآن .. لأن الفرصة مازالت سانحة ولم يمضي من رمضان الا القليل خصوصاً مع شرف ماهو آت ..