قصة اليوم:
(واجبات الصداقة)
ورد في الأثر
الشريف أن رجلين ذهبا إلى الحج وفي المدينة المنورة تمرض أحدهما، وكان
يؤنسه صاحبه فأراد صاحبه أن يذهب إلى زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه
وآله حيث كانت مدة بقائهم في المدينة قليلة، وقد شدوا رحالهم من أماكن
بعيدة والرجل مشتاق إلى زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وآله فقال له
المريض: لا تذهب فإني أؤنس بك، فإذا ذهبت إلى الزيارة أبقى وحدي، لكن
الرجل أبى وقال: إن أجر زيارة الرسول أعظم فلا أترك الزيارة وسوف
أرجع إليك عن قريب.
ثم ذهب إلى
الزيارة وبعد مدة ذهب إلى زيارة الإمام الصادق عليه السلام ونقل له
القصة، قال له الإمام الصادق عليه السلام ما مضمونه: بقاؤك مع صديقك تمرضه
يأنس بك أفضل عند الله سبحانه وتعالى من زيارتك لقبر رسول الله صلى
الله عليه وآله مع أن ثواب زيارة الرسول عظيم وكبير. وهكذا كان الأئمة
الأطهار عليهم السلام يرون من واجبات الصداقة أن يلم بعضهم شمل بعض
حتى الصحيح لا يذهب إلى الزيارة وإنما يبقى مع المريض، لأن ثوابه عند
الله أعظم.
نسأل الله أن يوفقنا للعلم والعمل ويأخذ بأيدينا إلى ما فيه رضاه ويهيء لنا من أمره رشداً.
الإستراحة:
يروى أن أحد الأدباء أهدى صديقاً له نوعاً من الحلوى قد فسد
مذاقها بسبب قدمها، وبعث معها ببطاقة كتب فيها: إني اخترت لهذه الحلوى
السكر المدائني والزعفران الاصفهاني، فأجابه صديقه: والله ما أظن
حلواك هذه صنعت إلا قبل أن تفتح المدائن وتبنى اصفهان.