بفضل التعاون الأمني الصهيوفتحاوي
صحيفة هآرتس تكشف دور سلطة فتح في اغتيال الكرمي والنتشة
كشفت صحيفة "هآرتس" الصهيونية عن الدور الذي لعبته أجهزة أمن سلطة فتح في جريمة اغتيال الشهيدين القائدين في كتائب الشهيد عز الدين القسام نشأت الكرمي ، ومأمون النتشة ، صباح يوم الجمعة الماضية 8 / 10 / 2010 ، وتحت عنوان يشير إلى أن جريمة الاغتيال " خدم جميع الأطراف-الاحتلال وسلطة عباس "، قال الكاتبان في "هآرتس" " آفي يسسخاروف " و"عاموس هرئيل ": " إنه لم يكن هناك حاجة للتنبؤ أو توقع النتيجة –أي الاغتيال-، فمن يتابع الواقع -التنسيق الأمني، وملاحقة المقاومين-عن كثب في الضفة الغربية في السنوات الثلاث الأخيرة يجب ألا يفاجأ بما حصل " .
كما وأشار الكاتبان الصهيونيان إلى أنه رغم التشدد والسرية التي تتبعها حركة حماس فقد تم الكشف عن الشبكة أخيرا ، كنتيجة لعمليات شاركت فيها أجهزة فتح ، مبينين الدور الذي لعبه اختطاف أجهزة فتح لعدد من أبناء حركة حماس ، إضافة إلى اختطاف أقارب الشهيدين ، وقد أكد الكاتبان على أن مصلحة الكيان الصهيوني ومصلحة سلطة فتح ظلت نفسها ، وأن الطرفين كانا معنيين بإنهائها بسرعة ــ يقصد هنا تصفية الشهيديين ــ " .
وختم الكاتبان مقالهما بالقول : " إن نشاط خلية الكرمي والنتشة يتصف بالحنكة، حيث أن توقيت ومكان تنفيذ عملية الخليل تم اختيارهما بتشدد ، كما تم قتل كافة المستوطنين في المركبة الصهيونية ، وبعد ذلك تم إشعال النيران في مركبتين في موقعين بعيدين عن بعضهما البعض في منطقة الخليل ، وذلك لجعل تحليل العملية ومطاردة المنفذين أصعب " .
وبحسب مراقبين ؛ فإن مشاركة أجهزة أمن سلطة فتح في الكشف عن خلية الشهيد الكرمي وملاحقته حتى اغتياله تبدو واضحة في ظل التعاون الأمني اليومي بين سلطة فتح والكيان الصهيوني ، وفي الوقت الذي تلاحق فيه أجهزة فتح أبناء حركة "حماس" وتختطفهم وتزجهم في سجونها وتخضعهم لتحقيقات قاسية وتعذيب شديد لانتزاع اعترافات مهمة منهم ، وكل هذه الاعترافات تصل في نهاية المطاف للصهاينة بحجة التعاون الأمني .
وكان تقرير أمريكي قد كشف قبل عدة أيام عن أن أجهزة امن سلطة فتح أقدمت وبمشاركة قوات الاحتلال الصهيوني في العام الماضي بـ"1297" عملية مشتركة ضد المقاومة الفلسطينية ، استهدفت فيها حركة "حماس" وجهازها العسكري، ومؤسساتها المدنية والاجتماعية .
سيارة فتحاوية تطلق النار على الكرمي والنتشة قبل اغتيالهما
من جانبها كشفت مصادر إعلامية أن كل الدلائل كانت تشير إلى أجهزة امن سلطة فتح في ملاحقة الشهيدين الكرمي والنتشة من خلال جمع المعلومات عنهم وكشف أسمائهم للاحتلال بأنهم من نفذ عملية بني نعيم البطولية في الخليل ، وكل الاختطافات التي نفذتها سلطة فتح وطالت المئات كانت تهدف للوصول إلى قادة القسام بالخليل ، إلا أن الخيانة تجاوزت هذا الحد حيث تورطت أجهزة فتح بالاشتراك المباشر والعملي في جريمة اغتيال القائد نشأت الكرمي والقائد مأمون النتشة ، حيث كشفت المصادر الإعلامية عن معلومات مذهلة تفيد بإقدام أجهزة فتح على ملاحقة الكرمي والنتشة وإطلاق النار عليهما قبل استشهادهما .
المصادر أكدت كذلك أن النتشة والكرمي كانا في طريقهما إلى تنفيذ عملية إطلاق نار على حاجز صهوني قرب الحرم الإبراهيمي ، وقد توقعا أن تكون أجهزة فتح غير متواجدة في المناطق القريبة من الحرم لكون المنطقة تخضع لسيطرة الاحتلال الصهيوني .
الكرمي أراد من عملية إطلاق النار إيصال رسالة للصهاينة حول تكرار اعتدائهم على المساجد أنه له ثمن ، حيث اختار الحرم الإبراهيمي من أجل إرباك المؤسسة الصهيونية وغياب التوقع عن عقلية المؤسسة الصهيونية لإمكانية قيام المقاومين بعملية إطلاق نار في تلك المنطقة .
ولكن المفاجأة كانت للكرمي والنتشة أن أجهزة فتح كانت تتواجد بلباس مدني وبسيارات مدنية في المنطقة الجنوبية من مدينة الخليل بحثاً عن المطاردين القساميين ، حيث كشفت المعلومات أن سيارة بيضاء اللون كان يستقلها أفراد من أجهزة فتح لاحقت الكرمي والنتشة ، وأطلقت النار عليهم قبل وصول الاحتلال بعدة دقائق ، ومن ثم تبعها طائرات الاحتلال والوحدات الخاصة الصهيونية وقوات كبيرة التي اقتحمت المنطقة وقامت بعمليات تفتيش إلى المنزل الذي حددته أجهزة فتح لقوات الاحتلال الصهيوني ، وهذا يؤكد أن المعلومات التي وصلت للاحتلال كان مصدرها أجهزة فتح والتي كانت تتواجد في المنطقة وأحبطت عملية الحرم وحاولت اختطاف الشهيدين وملاحقتهم وقامت بإطلاق النار عليهم ، ومن ثم أرسلت المعلومات للاحتلال الذي أغلق المنطقة وحاصر البيت الذي أوى إليه الكرمي والنتشة
الموضوعالاصلى : بفضل التعاون الأمني الصهيوفتحاوي صحيفة هآرتس تكشف دور سلطة فتح في اغتيال الكرمي والنتشة