تقاسمت هولندا وبلجيكا بنجاح استضافة كأس الأمم الاوروبية قبل عشر سنوات لكن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) عبر عن شكوك بشأن قدرة البلدين على تنظيم 64 مباراة بمشاركة 32 منتخبا في نهائيات كأس العالم.
ورعم أن العرض يأتي من اثنين من أصغر بلدان اوروبا مساحة الا انهما يتمتعان بتاريخ مشترك طويل وعملة واحدة وحدود مشتركة وخبرة في استضافة البطولات إضافة الى أن مساحتهما معا تزيد بقليل على نصف مساحة انجلترا البلد الذي ينافسهما على حق استضافة نهائيات 2018.
ويعتقد فريق العرض المشترك أن الملف الذي تقدم به لتنظيم كأس عالم في مساحة صغيرة يحتوي على ميزات واضحة اذ سيسمح لمشجعين بمشاهدة مباراة واحدة كل يوم وسيجعل البطولة صديقة للبيئة. ولا تزيد المسافة بين أبعد استادين في البلدين على 400 كيلومتر.
لكن العرض يمثل اختبارا لاستعداد الفيفا لمنح حق استضافة كأس العالم لبلدين أصغر مساحة يعتمدان على تنظيمهما المشترك بعدما قال تقرير فني للاتحاد الدولي إن مثل هذا العرض قد ينطوي على "تحديات".
ورغم هذا فإن هولندا على وجه الخصوص تقول إن الوقت قد حان لمنحها حق استضافة كأس العالم.
فهولندا التي تحتل المركز الثاني في تصنيف الفيفا لمنتخبات العالم هي أعلى بلد تصنيفا لم يسبق له تنظيم كأس العالم كما أنها وصلت للمباراة النهائية في كأس العالم ثلاث مرات من بينها هذا العام لكنها خسرت في المرات الثلاث.
وأنجبت هولندا نخبة من أروع اللاعبين في العالم بينهم يوهان كرويف ورود خوليت وماركو فان باستن.
أما بلجيكا صاحبة المركز 62 في تصنيف الفيفا فشاركت في كأس العالم 11 مرة ويمكنها التفاخر بجيل الثمانينات الذي سبب مشاكل لمنتخبات أخرى.
وتروج بلجيكا وهولندا للعرض من خلال تدريب 2018 مدربا جديدا حول العالم والمؤهلات البيئية لكل منهما.
وتقضي الخطة على سبيل المثال بتوفير مليوني دراجة مجانا وتجميع الفوسفات من بول المشجعين لتوفير مادة خام يمكن استخدامها لمعالجة المياه أو كسماد.
واستضاف البلدان اللذان كانا ضمن المؤسسين السبعة الأوائل للفيفا معا كأس الأمم الاوروبية عام 2000 والتي سارت بنجاح إلى درجة كبيرة في ثماني مدن في البلدين.
لكن كأس العالم شيء مختلف وتمثل مصدر الدخل الرئيسي للفيفا.
وتبدو عروض منافسة من انجلترا واسبانيا مع البرتغال ومن روسيا التي توفر سوقا صاعدة محتملة للشركات الراعية أكثر حظا في الفوز.
وقال فرانك فان ايكيرين المتخصص في الشؤون الرياضية بجامعة أوتريخت إن فوز بلجيكا وهولندا باستضافة كأس العالم 2018 سيمنح الأمل لاخرين كثر يأملون في استضافة كأس العالم.
وقال "لو حدث العكس فإن النتيجة ستكون أن هناك في الواقع 15 إلى 20 بلدا تملك فرصة لاستضافة البطولة."
وتعتقد هولندا وبلجيكا أن البنية التحتية لكل منهما متمثلة في المواصلات العامة والمطارات تكاد تكون جديدة. لكن لا يزال هناك عمل كبير ينبغي إتمامه لتوسيع الاستادات الحالية وبناء استادات جديدة.
ولا يملك البلدان سوى ثلاثة استادات بسعة 50 ألف متفرج لكن الخطة هي بناء استادين بسعة 80 ألف متفرج في بروكسل وروتردام.
وهناك أيضا تساؤل حول حاجة البلدين إلى 14 استادا بسعة 40 ألف متفرج أو أكثر. ففي استاد شارلروا ببلجيكا الذي استضاف مباريات في كأس الأمم الاوروبية 2000 لم يحضر سوى 3213 متفرجا في مباراة الفريق مع ضيفه وسترلو الشهر الماضي.