سيمثل منح شرف تنظيم نهائيات كأس العالم لكرة القدم مرة أخرى لكوريا الجنوبية في 2022 بعد 20 عاما من اشتراكها في تنظيم نسخة 2002 مع اليابان معضلة للاتحاد الدولي (الفيفا) بسبب العلاقات المتوترة بين كوريا الجنوبية والشمالية.
وشهدت العلاقات بين الكوريتين توترا متصاعدا الأسبوع الماضي وكأنه يذكر المسؤولين عن كرة القدم في العالم بأن الشمال والجنوب لا يزالا في حالة حرب منذ انتهاء النزاع بينهما في 1953 بوقف لإطلاق النار.
وأطلقت كوريا الشمالية الالاف من قذائف المدفعية على جزيرة تابعة لكوريا الجنوبية في حادث أسفر عن مقتل مدنيين اثنين وجنديين اثنين على الأقل. وردت كوريا الجنوبية بإطلاق نار بينما ارسلت الولايات المتحدة حاملة طائرات إلى المياه الكورية.
وسبق لسيب بلاتر رئيس الفيفا الإشادة بعرض كوريا الجنوبية بسبب احتمال أن يملك القوة لإعادة توحيد شطري شبه الجزيرة المقسمة والمساعدة في تخفيف التوتر السياسي في المنطقة.
وقال بلاتر في زيارة قام بها مؤخرا إلى كوريا الجنوبية "سأكون سعيدا للغاية لاستخدام قوة كأس العالم وقوة كرة القدم للمساعدة في حل هذه (المشكلة)."
وعانت العلاقات بين الكوريتين في وقت سابق هذا العام حين أصيبت سفينة حربية كورية جنوبية بطوربيد على الساحل الغربي بالقرب من منطقة الحدود المتنازع عليها.
لكن تبقى قدرة الفيفا أو كرة القدم أو كأس العالم على القيام بأي شيء للتقريب بين الدولتين سؤالا لم تتم الإجابة عنه.
غير أنه لا يوجد شك في أن صعود كوريا الجنوبية إلى الدور قبل النهائي في كأس العالم 2022 كبلد شريك في الاستضافة والدعم الهائل للمشجعين لمنتخبهم أضاف للنجاح الرائع في تلك البطولة وأثبت أن كأس العالم بطولة تملك القدرة على توحيد الناس.
وتملك الولايات المتحدة واستراليا واليابان وقطر فرصا للفوز بتنظيم نسخة 2022 لكن الفيفا قد يستفيد بصورة غير عادية لو وقع الاختيار على كوريا الجنوبية.
فكوريا الجنوبية بلد حيوي ورائد في مجال التقنية في العالم. وتوفر كوريا الجنوبية للفيفا خيارا مثيرا قياسا لمنافسيها في سباق 2022 حين يجري التصويت في الثاني من ديسمبر كانون الأول المقبل.
كما تملك كوريا الجنوبية بنية تحتية ممتازة وسهولة الوصول إلى استاداتها عالية التقنية.
وتأهلت الكوريتان لنهائيات كأس العالم 2010 فوصلت الجنوبية إلى دور الستة عشر بينما خرجت الشمالية من دور المجموعات في أول مشاركة لها منذ 1966.
وقال هانج سونج جو رئيس لجنة العرض الكوري الجنوبي إن البلاد تخطط لإقامة بعض المباريات في كوريا الشمالية لو وقع عليها الاختيار.
وبعد أن أصبحت كوريا الجنوبية أول بلد اسيوي يتأهل للدور قبل النهائي في كأس العالم فإنها ستمتلك نقطة تفوق على المنافسين.
ولا يزال الاستاد الحديث الذي استضاف مباريات في كأس العالم 2002 بحالة رائعة وبوجود مشجعين من بين الأكثر حماسا في العالم فإن إقامة كأس العالم في كوريا الجنوبية تتمتع بجميع مكونات النجاح.
لكن على الجانب الاخر قد يكون تنظيم هذا البلد لكأس العالم 2022 قبل فترة ليست بالطويلة والعلاقة غير المستقرة مع الشطر الشمالي من العوامل غير المشجعة.