بينما يترقب العالم كله صدور قرار اللجنة التنفيذية بالاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والمقرر غدا الخميس بشأن استضافة بطولتي كأس العالم 2018 و2022 ، جذبت الفضائح التي أحاطت بأعضاء اللجنة التنفيذية الأنظار إليها بشكل يفوق الصراع على حق استضافة البطولتين.
واشتعلت حدة الصراعات مبكرا بين المتنافسين على حق استضافة البطولتين وكذلك توالت الفضائح وأحاطت بأعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا ليزداد الاهتمام بها بشكل يفوق المنافسة على حق الاستضافة أو هوية الفائزين بحق التنظيم.
وفي آذار/مارس الماضي ، أرسلت لجنة القيم بالفيفا خطابا إلى اللجان المسئولة عن جميع هذه الملفات التسعة بضرورة التزام القواعد واحترام أسلوب اللعب النظيف في حملاتها من أجل استضافة أي من البطولتين.
ولكن على ما يبدو أن بعض اللجان لم تلتزم بذلك كما لم يلتزم بعض أعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا بقواعد النزاهة والعدالة واللعب النظيف مما دفع لجنة القيم بقيادة السويسري كلاوديو سولسر الذي تولى رئاسة اللجنة في آذار/مارس الماضي للتدخل في بعض الأحيان.
وبدا الملفان الروسي والإنجليزي هما الأوفر حظا لنيل شرف التنظيم في بادئ الأمر قبل بدء تراشق الاتهامات فيما بينهما.
ولكن هذا التراشق وتوجيه الاتهامات توقف عندما تقدم أليكسي سوروكين الرئيس التنفيذي للملف الروسي باعتذار عن الانتقادات التي وجهها للشباب الإنجليزي وكذلك بسبب انتقاداته بشأن ارتفاع معدلات الجريمة في لندن.
وقدم لورد ديفيد تريسمان في أيار/مايو الماضي استقالته من منصب رئيس لجنة الملف الإنجليزي بعد ادعاءات بتوجيهه اتهامات إلى أسبانيا وروسيا بالرشوة.
وازدادات الأمور سوءا في الشهور التالية حيث دار الجدل بشأن وجود تآمر واتفاقات سرية بين بعض الملفات للعمل سويا من أجل الحصول على تأييد بعضها البعض ضد الملفات الأخرى.
وتمنع قواعد الفيفا بشكل واضح مثل هذه الاتفاقات أو صفقات التأييد المشتركة بين الملفات.
وتعقدت الأمور بشكل أكبر في تشرين أول/أكتوبر الماضي عندما فجرت صحيفة "صنداي تايمز" فضيحة فساد جديدة بين أعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا.
وكشفت الصحيفة أن النيجيري آموس آدامو والتاهيتي رينالد تيماري عضوي اللجنة التنفيذية للفيفا عرضا بيع صوتيهما لصالح ملف بعينه في عملية التصويت المقررة في الثاني من كانون أول/ديسمبر مقابل الحصول على مبالغ مالية بدعوى استغلال هذه الأموال في بناء منشآت ومرافق رياضية في بلديهما.
وأصدر بلاتر تعليماته إلى لجنة القيم بالفيفا لبدء التحقيق في هذه القضية إضافة إلى التحقيق في ادعاءات بوجود تآمر بين بعض الملفات.
وأعلنت لجنة القيم في 18 تشرين ثان/نوفمبر الحالي عن نتائج التحقيقات وقررت إيقاف تيماري لمدة عام واحد وآدامو لمدة ثلاث سنوات عن مزاولة أي أنشطة تتعلق بكرة القدم كما قررت اللجنة حرمانهما من المشاركة في عملية التصويت غدا الخميس.
وبينما رأت الفيفا أن الأوضاع استقرت نسبيا وأن التركيز سينصب على المنافسة لنيل حق استضافة البطولتين، فجرت صحيفة "تاجس أنتسايجر" السويسرية وبرنامج تلفزيوني لهيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي" أمس الأول الاثنين فضيحة جديدة حيث أكدا أن ثلاثة من أعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا حصلوا على رشى في سنوات سابقة من شركة آي إس إل التي كانت تتخذ من سويسرا مقرا لها وكانت شريكا للفيفا وذلك قبل إعلان إفلاسها في 2001 .
والأعضاء الثلاثة المتهمون هم ريكاردو تيكسييرا رئيس الاتحاد البرازيلي للعبة والباراجوياني نيكولاس ليوز رئيس اتحاد كرة القدم بأمريكا الجنوبية (الكونميبول) والكاميروني عيسى حياتو رئيس الاتحاد الأفريقي للعبة (كاف) .
وذكرت التقارير أن الثلاثة حصلوا على رشى بلغ مجملها أكثر من عشرة ملايين دولار بين عامي 1989 و1999 .
ولكن الفيفا أكد هذه المرة أنه لن يلجأ لإجراء أي تحقيق حيث سبق لهم الخضوع للتحقيق أمام السلطات المعنية في سويسرا.
ولم توجه محكمة تسوج الجنائية أي إدانة إلى أي من مسئولي الفيفا خلال حكمها الصادر في 26 حزيران/يونيو 2008 .