ربما يتعين على الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) أن يستعين بالأسلوب الذي يطبقه الاتحاد الاوروبي للعبة لاختيار البلدان المنظمة لبطولاته لتجنب تكرار الجدل الذي صاحب اختيار البلدين المضيفين لكأس العالم 2018 و2022 .
وتتعارض بشدة العملية الصاخبة التي وصلت ذروتها باختيار الفيفا لروسيا وقطر لاستضافة كأس العالم عامي 2018 و2022 مع الطريقة الهادئة التي اتبعها الاتحاد الاوروبي الذي يتخذ من سويسرا مقرا له أيضا عندما اختار فرنسا لتنظيم كأس اوروبا 2016 التي يشارك فيها 24 منتخبا وتنافس كأس العالم من حيث الأهمية .
وترك أسلوب إختيار العروض الفائزة الذي يطبقه الفيفا عبر 22 فردا في لجنته التنفيذية إنطباعا بأن التدخلات والصفقات السياسية أكثر أهمية من مجرد تقديم عرض جيد .
ومنحت قطر التي وصفت اللجنة الفنية للفيفا عرضها بأنه يشكل خطورة صحية محتملة على اللاعبين والزائرين حق تنظيم نهائيات كأس العالم 2022 .
وفي الوقت نفسه لم يصدق أعضاء الوفد الانجليزي أنفسهم بعد أن حصل عرضهم الذي يعتقدون أنه الأفضل على صوتين إثنين فقط من 22 صوتا وفازت روسيا بتنظيم كأس العالم 2018 .
ولم تظهر شكاوى هكذا عندما إختار الاتحاد الاوروبي الواقع مقره في نيون على ضفاف بحيرة جنيف فرنسا لإستضافة كأس اوروبا 2016 بعد حملة كان التركيز خلالها فقط على النواحي الفنية للعرض .
وعلى العكس من الفيفا الواقع مقره في زيوريخ فإن الإتحاد الأوروبي لا يسمح لأعضاء الدول التي تقدم عروضا للإستضافة بالادلاء بأصواتهم كما أنه يفرض ضوابط أكثر شدة على تلقي مسؤوليه هدايا وتنص اللوائح بوضوح على أنها يجب أن تكون ذات قيمة "رمزية" لا تتجاوز 150 فرنكا سويسريا .
وتساءل ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الاوروبي وهو عضو أيضا في اللجنة التنفيذية عما إذا كان ينبغي أن يشمل التصويت كافة أعضاء الفيفا .
ويقول بلاتيني إن منح تنظيم كأس العالم لدولة قد يفيدها بأن تحصل على ما يتراوح بين عشرة وعشرين مليار دولار .
وقال في تصريحات صحفية :
" يمكن أن تتخيل الضغوط التي قد تضعها دولة مرشحة على عضو لديه صوت.. ربما سنستطيع أن نتحدث في هذا الأمر وبشأن ما نستطيع أن نغيره في طريقة منح حق التنظيم " .
وأضاف :
" أحد الإحتمالات قد يكون منح الفرصة لأعضاء الفيفا بالكامل التصويت وبهذه الطريقة سوف تقل الضغوط التي تتم ممارستها حاليا " .
وإتسمت عملية الإختيار في الفيفا بالإتفاقات الواضحة لكن الهادئة بين أعضاء اللجنة وهم 22 عضوا .
وأكد اندي انسون رئيس الملف الإنجليزي بما لا شك فيه أن هذا ما يواجهه .
وقال :
" من الواضح أن قوة العرض مهمة لكن عندما يكون هناك 22 شخصا يقررون مصير العروض لديهم تصورات معينة أو يشعرون بالقلق بشأن إنتخابات معينة.. بالتأكيد تلعب السياسة دورا " .
وبعد الصفعة التي تلقتها إنجلترا أمس الخميس فان الحالة المزاجية لرئيس الملف الانجليزي تحولت إلى الغضب .
وقال :
" لقد ذهبت الأموال التي أنفقت على العرض من الناحية الفنية أدراج الرياح " .
وأوضح انسون أن عمليات حشد الاصوات إستمرت حتى الساعة الخامسة صباح يوم التصويت وأضاف أنه حصل على تطمينات بحصول بلاده على أكثر من مجرد صوتين .
وأضاف :
" أن يكون لدى 22 شخصا فقط حق التصويت فإن ذلك يمنحهم سلطة ونفوذا هائلا " .
وفي أغسطس وسبتمبر الماضيين قامت لجنة من الفيفا مكونة من ستة أشخاص بقضاء أكثر من شهر في السفر حول العالم والتفتيش على 11 دولة قدمت تسعة عروض لإستضافة كأس العالم عامي 2018 و2022 .
وبذل أعضاء اللجنة جهدا كبيرا في وضع تقارير فنية تحتوي على كافة التفاصيل عن البلاد التي زاروها وقاموا بتحليل كل شيء من المسافة التي يتعين على الفرق قطعها من وإلى الفنادق إلى إيرادات البث التلفزيوني المحتملة .
لكنهم ربما يسألون أنفسهم الآن عن السبب وراء الجهد الذي بذلوه بعد رؤية اسلوب إختيار الفيفا للدولتين المنظمتين .
وما زاد الطين بلة هو أن هارولد ماين نيكولز الذي كان رئيسا لهذه اللجنة فقد منصبه كرئيس لإتحاد الكرة في تشيلي بعدما إستغل منافسوه في بلاده غيابه لفترة طويلة لإنتزاع المنصب منه .