[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]على
مدار سنوات طويلة تقترب من عقد ونصف العقد ، برهن المهاجم الكاميروني
الدولي صامويل إيتو على أنه رمز للتحدي الأفريقي وأن نجوم القارة السمراء
يمكنهم منافسة أبرز نجوم أوروبا، وأمريكا الجنوبية.
توج إيتو مسيرته الرائعة في عام 2010 بجائزة أفضل لاعب أفريقي لهذا العام
وذلك خلال حفل توزيع جوائز الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) الذي أقيم
مساء أمس الاثنين بالقاهرة. تفوق إيتو على منافسيه الإيفواري ديدييه دروجبا
مهاجم تشيلسي الإنجليزي، وأسامواه جيان مهاجم سندرلاند الإنجليزي.
وضع إيتو بهذه الجائزة بصمة جديدة له في عالم كرة القدم الأفريقية حيث أصبح
أول لاعب يتوج بالجائزة أربع مرات حيث سبق له الفوز بها أعوام 2003 و2004
و2005 ، على التوالي.
وبرهن إيتو مجددا على ان النجاح مع النادي يتفوق أحيانا ، إن لم يكن كثيرا ،
على التألق مع المنتخب ،حيث فاز إيتو بالجائزة بعد عام رائع مع انتر ميلان
الإيطالي أحرز فيه مع الفريق خمسة ألقاب، هي دوري وكأس إيطاليا ودوري
أبطال أوروبا وكأس الاتحاد الأوروبي وأخيرا كأس العالم للأندية في أبو ظبي.
يأتي ذلك في حين أخفق الغاني جيان في الفوز بالجائزة رغم دوره البارز في
وصول المنتخب الغاني للمباراة النهائية لبطولة كأس الأمم الأفريقية في
انجولا مطلع العام الجاري، ثم تحقيق إنجاز أفريقي جديد في بطولات كأس
العالم ببلوغ دور الثمانية في مونديال 2010 بجنوب أفريقيا.
ساهم إيتو /29 عاما/ بجهده الوفير وأهدافه الغزيرة في فوز انتر بثلاثيته التاريخية الموسم الماضي.
ورد النجم الكاميروني بقوة على المدرب جوسيب جوارديولا ،المدير الفني لفريق
برشلونة الأسباني الذي حرص على بيع إيتو بداية الموسم الماضي إلى انتر
ميلان كجزء من صفقة التعاقد مع السويدي زلاتان إبراهيموفيتش مهاجم انتر،
فكان النجاح نصيب إيتو في صفوف انتر، في حين أخفق إبراهيموفيتش في موسمه
الأول مع برشلونة لينتقل اللاعب في بداية الموسم الحالي إلى ميلان
الإيطالي.
لعب إيتو دورا كبيرا في فوز انتر بلقب دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي ليكون اللقب الأول له في هذه البطولة الكبيرة منذ عام 1965 .
وحافظ إيتو بذلك على لقب البطولة حيث سبق له الفوز باللقب مع برشلونة في
الموسم قبل الماضي ثم توج به مجددا الموسم الماضي مع انتر ليؤكد أنه تميمة
الفوز بهذا اللقب الأوروبي الغالي.
ورغم النجاح الفائق لإيتو مع انتر على مدار عام 2010 ،تلقى اللاعب صدمتين
كبيرتين مع منتخب بلاده حيث سقط الفريق في كأس الأمم الأفريقية 2010
بأنجولا اثر هزيمته أمام المنتخب المصري في دور الثمانية ثم خرج من الدور
الأول (دور المجموعات) بمونديال 2010 في جنوب أفريقيا.
لكن ذلك لم يمنع اللاعب من استعادة التوازن وقبول التحديات مع انتر لينهي
عام 2010 بشكل رائع من خلال الفوز بمونديال الأندية ثم التتويج بجائزة أفضل
لاعب أفريقي.
تجدر الاشارة إلى أن بداية إيتو للظهور بقوة كانت مع المنتخب الكاميروني
وليس النادي حيث شارك لأول مرة في مباراة دولية مع منتخب الأسود أمام نظيره
الكوستاريكي في التاسع من آذار/مارس 1997 ،قبل يوم واحد من احتفاله بعيد
ميلاده السادس عشر.
كانت رحلة احتراف إيتو نموذجا حيا على قدرته على مواجهة التحديات والتغلب على الصعاب.
لم يلبث إيتو أن انتقل لحياة الاحتراف الأوروبي بالانضمام إلى ريال مدريد
الاسباني، بعد أن لاحظ النادي الأسباني تألقه ولكن نظرا لصغر سنه وعدم وجود
مكان له بين نجوم ريال مدريد آنذاك، أعاره الفريق إلى أحد فرق دوري الدرجة
الثانية بأسبانيا لاكتساب الخبرة وحساسية المباريات وكذلك التأقلم بشكل
تدريجي على حياة المحترفين في أسبانيا.
وكتب إيتو سطرا جديدا مع التألق عندما شارك مع المنتخب الكاميروني في
نهائيات كأس العالم 1998 بفرنسا ولكنه شارك كلاعب بديل في مباراة الفريق
أمام إيطاليا في الدور الأول من البطولة ولم يستطع إنقاذ الفريق من الخروج
المبكر.
واستعاد ريال مدريد اللاعب عقب نهاية كأس العالم مباشرة ولكنه لعب مباراة
واحدة فقط في الدوري الأسباني قبل أن يعيد إعارته لفترة قصيرة إلى فريق
اسبانيول الأسباني، واستعاده مرة أخرى ليخوض مع الفريق ثلاث مباريات مع
ريال مدريد في بطولة دوري أبطال أوروبا عام 2000 حيث أحرز معه اللقب.
كانت هذه البطولة ثاني بطولة كبيرة يفوز بها في عام 2000 حيث توج مع
المنتخب الكاميروني بلقب كأس الأمم الأفريقية في هذا العام في نيجيريا
وغانا. وترك إيتو بصمته في البطولة بتسجيل أول أهدافه الدولية وكان في
المباراة النهائية أمام نيجيريا والتي انتهت بالتعادل 2/2 ثم حسمت
الكاميرون اللقب بضربات الجزاء الترجيحية 4/3 .
ولكن ذلك لم يشفع لإيتو عند ناديه الأسباني حيث أعاره ريال مدريد مجددا إلى
فريق ريال مايوركا الذي تعاقد معه بعد ذلك بشكل نهائي مع وجود شرط في
العقد يمنح لريال مدريد الحق في نصف مقابل انتقال اللاعب إلى أي ناد آخر.
كانت هذه التنقلات العديدة وعدم الاستقرار في مسيرة اللاعب كفيلة بتدمير
مستواه ولكن عزيمته كانت أقوى من كل ذلك، ونجح ايتو في أيلول/سبتمبر 2000
في الحصول مع المنتخب الأولمبي الكاميروني على ذهبية كرة القدم في دورة
الألعاب الأولمبية بسيدني بالتغلب على الماتادور الأسباني بضربات الجزاء
الترجيحية في المباراة النهائية.
كما قاد منتخب الكاميرون للاحتفاظ بلقب كأس الأمم الأفريقية في مالي عام
2002 بعد الفوز على السنغال بضربات الجزاء الترجيحية أيضا في المباراة
النهائية، وشارك مع الفريق في كأس العالم باليابان وكوريا الجنوبية عام
2002 ولكن الفريق فشل في اجتياز الدور الأول.
وتألق إيتو مع فريق ريال مايوركا بشكل ملفت للنظر أيضا وسجل هدفين ليقود
الفريق إلى لقب كأس ملك أسبانيا بعد الفوز على ريكرياتيفو هويلفا 3/صفر في
النهائي ولعب أيضا في المباراة النهائية لبطولة كأس القارات التي خسرتها
الكاميرون أمام فرنسا في باريس.
ومع التألق الواضح لإيتو مع ريال مايوركا وفوزه بلقب أفضل لاعب أفريقي بدأ
برشلونة في السعي للتعاقد معه مثل العديد من الأندية الأوروبية الكبيرة
خاصة وأن ريال مدريد لم يكن يمتلك أي مكان شاغر في صفوفه للاعبين الأجانب.
اضطر ريال مدريد وريال مايوركا لبيعه في آب/أغسطس 2004 إلى برشلونة بعقد
يمتد أربعة أعوام مقابل 24 مليون يورو حصل ريال مدريد على نصفها ولكنه خسر
لاعبا بارزا كان بإمكانه انتشال الفريق من كبوته الحالية.
ومع بيع اللاعب إلى برشلونة ، بدأ إيتو عهدا حافلا بالإنجازات حيث سجل
للفريق 24 هدفا ليقوده إلى الفوز بلقب الدوري الأسباني موسم 2004/2005
لتكون أفضل بداية ممكنة مع فريق مثل برشلونة.
واصل إيتو تألقه في الموسم التالي وتصدر قائمة هدافي الفريق برصيد 26 وقاده
إلى الفوز بألقاب الدوري الأسباني وكأس ملك أسبانيا ودوري أبطال أوروبا.
وقبل بداية موسم 2008/2009 تولى المدرب جوارديولا منصب المدير الفني
لبرشلونة وأكد عدم حاجة الفريق لجهود كل من البرتغالي ديكو والبرازيلي
رونالدينيو والكاميروني إيتو ولكنه عدل عن رأيه بشأن إيتو ليظل اللاعب ضمن
صفوف الفريق.
أكد إيتو الخطأ الذي وقع فيه جوارديولا في البداية حيث سجل اللاعب 30 هدفا
وقاد الفريق لثلاثية الدوري والكأس ودوري الأبطال مجددا قبل أن يسعى
جوارديولا لبيعه ضمن صفقة إبراهيموفيتش لينتقل اللاعب إلى اختبار جديد مع
انتر ميلان نجح فيه ببراعة الموسم الماضي وأكمل نجاحه في الاشهر القليلة
الماضية بالموسم الجديد ليكون عام 2010 من أكثر الأعوام نجاحا في مسيرته
على مستوى الأندية.