كشفت مصادر أمنية مسؤولة لـ"الشروق" أن مصالح الأمن أفشلت يوم الخميس الماضي عملية التحاق أحد المغاربة بالتنظيم الإرهابي، في المنطقة المسماة "تمزريت" بولاية تيزي وزو، مضيفة أن الاتصال بين الجماعات الإرهابية تراجع بشكل ملفت في الفترة الأخيرة...
وتراجع معه إقبال الإرهابيون ذوي الجنسية غير الجزائرية للالتحاق بالتنظيم، الذي حاول قادته أن يجعلوه القوة الضاربة في شمال إفريقيا خاصة بعد الإخفاقات التي سجلوها في معاقله، والتي أدت إلى القضاء على أغلبهم من جهة، والتأكد من ضعفه بعد الحصار الشديد المفروض عليه والذي شلّ حركته لأزيد من أسبوعين من جهة ثانية، موازاة مع إزالة اللجنة الإعلامية التي كانت تروّج لأعماله الإجرامية وتجنّد الشباب المغاربي خاصة للالتحاق به.
وتضيف مصادرنا أن تنظيم الإرهابي بقيادة المدعو "أبو مصعب عبد الودود" لا يزال يعيش عزلة تامة بعد اختفاء مسؤول اللجنة الإعلامية "محمد أبو صلاح" المكنى "جعفر قاسمي" الذي شق عصا الطاعة وأعلن تمرده على أميره قبل عامين في محاولة للانقلاب عليه، وأخذ مكانه فاتحا المجال أمام ظاهرة حرب الزعامات، حيث استغل الفراغ الكبير الذي أضحى التنظيم يشهده بعد موجة التوبة التي تبناها الآلاف من الإرهابيين ومعها الملاحقات الأمنية المتواصلة والتي عجلت بالاستغناء عن عدة مناصب بسبب القضاء على أصحابها، الشيء الذي دفع بالمدعو "درودكال" إلى أن يتخلى عنه، وبهذا أضحت اللجنة تكتفي بإعداد بيانات عن العمليات المرتكبة بشكل غير منتظم وتحوي الكثير من الأخطاء والتي تؤكد غياب "أبو صلاح" الذي كان مهندسا يحرص على استغلال مؤهله العلمي لتجنيد إرهابيين أجانب.
وحسب مصادرنا فإن إقبال إرهابيي دول الجوار للالتحاق بمعاقل "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" قد تراجع بشكل واضح، رغم بقاء عدد منهم في صفوفها إلا أن غياب الاتصال مع الراغبين في الالتحاق والذي مس حتى المتواجدين في الجزائر بسبب التشديد الأمني والتعريف بالأرقام الهاتفية، صعّب من مهمة العناصر المسلحة، خاصة وأن المتابعات مسّت حتى الدعاية على الشبكة العنكبوتية التي أضحت تخضع إلى قانون الجريمة الالكترونية، وكانت سببا في توقيف العديد من الشباب الذين كانوا يجهزوّن أنفسهم للانضمام إلى صفوف الإرهابيين