أنهت لجنة مراجعة ملفات المواطنين المعنيين بالترحيل في حي ديار البركة ببراقي عملها أمس، وخرجت بقائمة أولية للمعنيين بعملية إعادة الإسكان، وهي القائمة التي ستخضع لعملية مراجعة إدارية عن طريق مراجعة البطاقية الوطنية للسكن، وينتظر أن يتم ضبط القائمة النهائية اليوم، والتوقيع عليها في اليوم نفسه أو مطلع الأسبوع على أبعد تقدير.
وحسب مصادر على صلة بالملف، فإن اللجنة اكتشفت خلال عملها 20 حالة لأشخاص كانوا مرشحين للاستفادة بطريقة غير قانونية، من جملة الملفات الـ 470. وتخص تلك التجاوزات أشخاصا سبقت لهم الاستفادة من سكنات، وآخرين غرباء عن الحي استقدمهم أقارب لهم من ديار البركة، وقاموا بإيوائهم ليشملهم إحصاء 2009 الذي أجرته السلطات وقتها استعدادا لعمليات إعادة الترحيل. وستكون الحالات الـ 20 محل تحقيق إداري قد يحال على الجهات الأمنية عند الاقتضاء.
وبإعداد القائمة النهائية سيكون موعد الترحيل مرتبطا بولاية الجزائر، وتوقعت المصادر ذاتها أن يتم ترحيل السكان في آجال قريبة نسبيا، بالنظر إلى وجود برنامج خاص بالحي، فضلا عن وجود سكنات جديدة جار إنشاؤها بديار البركة، بلغت نسبة الأشغال بها 80 بالمائة، ويُتوقع أن تخصص لبرنامج إعادة الإسكان.
من جانبه، قال رئيس المجلس الشعبي لبراقي عز الدين شافعة، إن اللجنة "عملت في شفافية تامة، ولن تكون هناك استفادة لأي شخص من غير أبناء الحي، بعد تطهير القائمة من آثار التلاعبات والتجاوزات"، مضيفا في تصريح لـ "الشروق": "مثلما تم ترحيل شطر من سكان الحي في السابق، ستستفيد البقية من العملية". وأرجع المتحدث تأخر شمول ديار البركة ببرنامج إعادة الإسكان إلى "تجاوزات ارتكبها مستشار الشؤون الاجتماعية على مستوى الدائرة الذي تم توقيفه متلبسا بالرشوة قبل فترة ، ولأنها كانت محل تحقيق من العدالة، توجب على السلطات إعادة النظر في كل الملفات".
من جانب آخر، حاول عشرات الشباب معاودة الاحتجاج وغلق الطريق المؤدية إلى سيدي موسى في حدود الساعة العاشرة من مساء أول أمس، غير أن مجموعة من العقلاء أقنعتهم بالعدول عن هذه الخطوة. وماعدا ذلك تواصلت حالة الهدوء الحذر، التي يرتبط استمرارها بمدى القبول الذي ستقابل به قائمة المستفيدين من الترحيل عند الإعلان عنها.وفي سياق ذي صلة نظم مواطنون اعتصاما أمام مقر الدائرة الإدارية لبراقي للمطالبة بالسكن الإجتماعي، وأكد المعتصمون القادمون من مختلف الأحياء والتجمعات السكنية التابعة للبلدية، أنهم يتجمعون بصفة دورية كل يومي أحد و أربعاء لمقابلة الوالي المنتدب، الذي استقبل وفدا عنهم أمس، ووعدهم بالنظر في مطالبهم.