لم يرتبط اسم القدس ومسجدها الاقصى كما ارتبط باسم الشيخ رائد صلاح ،وكأن الاقصى والشيخ توأمان سياميان كلما حاول الاعداء فصلهما فشلت العملية الجراحية وازداد الاقصى والشيخ التحاما ، معادلة شائها الله للشيخ ، واليوم يغادر الشيخ قريته ام الفحم ليذهب الى السجن حاملا الاقصى في عينيه وقلبه ، ليعلن لكل من اراد ان يفصل هذا التوام ان عمليته فاشلة طالما ان الاقصى في قلب الشيخ وعينيه .
ملايين الصور التي وزعت في العالم على مدى سنين تحمل صورة الشيخ الى جانب الاقصى واقفا ثابتا وشامخا الى جانب جداره وكانه يقول ان غاب حراسك ايها الاقصى فانا حارسك ، وان غاب المصلون عنك فاني قائم ليلي فيك وان هدم الاحتلال منك صخرة فاني بدلا منها جدارا من لحم ودم وارادة، وان هاجمك الصهاينة فانا درعك الحصين .
غادر الشيخ رائد بيته متوجها الى السجن ، ولم يكن جزعا او وجلا ، وانما كان فرحا لانه سيمضي سجنه من اجل حبيبه الاقصى ، واي حبيب هو ، الاقصى الذي تخلى عنه الكثير من ابنائه ، والملايين من ابناء العروبة ، ومئات الملايين من المسلمين ، وهي اعداد لم تلبي للاقصى الجريح نداء ، ولم تردع عنه عدو وتركت جيران الاقصى يقودهم رائد صلاح الاعزل يواجه بقبضته ولسانه وايمانه جحافل الصهاينة وقطعانهم .
نودعك يارائد صلاح ونستودعك الله ونسال الله ان تعود الينا وانت اكثر اباء ووفاء وشموخا وصمودا ، نودعك يارفيق الاقصى ونحن ندرك ونعلم ان جدران السجن لن تهز شعرة من لحيتك التي زينها ماء الوضوء وانارها عذب الخشوع ، ونعدك انك وحبيبك الاقصى ستكونان في اعين محبيكم فوداعا ... وداعا ايها الشيخ الجليل .