أصل تسمية غليزان
مدينة مينا:
اشتهرت غليزان في العهد الروماني باسم (مينا) المشتق من
الكلمة اللاتينية Mine (مين) التي تعني المنجم وقد أكد هذا التفسير بعض
الكتاب, ومنهم من أرجع أصل هذا الاسم إلى الكلمة الأمازيغية (أمان) التي
تعني الماء([3]). وغليزان بأراضيها الخصبة هي فعلا منجم الخيرات الكثيرة
التي تحتويها المنطقة المعطاء وخاصة سهولها الشهيرة المتربعة على مساحات
محيطي مينا والشلف السفلي. فهي تحتضن اليوم سدين هامين وهما سد
السعادة(240مليون م3) وسد قرقار(450مليون م3)إلى جانب مرجة سيدي
عابد(46مليون م3).
غليزان:
اختلف الباحثون حول معنى
اسم غليزان كما اختلفوا في رسم هذا الاسم الذي كتب على عدة أوجه ومنها:
(إغيل – إزان), (إغيل – يزان), (إيغيليزان), (غيليزان), و(غليزان). وقد
استقرت كتابة الاسم على الرسم التالي: (غليزان) مع نطقها بكسر حرف الغين.
وفي كتاب(بغية الرواد في ذكر الملوك من بني عبد الواد), تحدث يحيى بن خلدون
عن غليزان التي استقر بها بوزيان القبي لمحاربة جيش أبي حمو موسى الثاني
الذي كان متواجدا بمدينة البطحاء(المطمر حاليا) وقد كتب اسم المدينة
كالآتي: "إغيل – يزان". ففي وصفه للأحداث التاريخية التي جرت في القرن
الرابع عشر ميلادي, يذكر يحيى بن خلدون المدينة في الفقرة الآتية :"ثم خرج
أعلى الله أمره بركابه العلي يوم الاثنين الحادي عشر منه فجد السير لحرب
الأعداء بعد أن استوزر الشيخ أبا موسى عمران بن فارس بن حريز اللؤلؤي
فلقيته الجيوش دوين البطحاء فثناها ونزل البطحاء وقد طانبها لإغيل – يزان
العدو...." ([4]) والمعلوم أن اسم غليزان أمازيغي وهو مركب من (إغيل)
و(إزان) ومعناه الربوة المحترقة.
غزة:
قبل الزيانية
(العبد الوادية) التي أرخ لها يحيى بن خلدون في كتابه المذكور آنفا, كانت
المدينة معروفة باسم آخر وهو "غزة"(برفع حرف الغين). ويؤكد مبارك الميلي في
كتابه(تاريخ الجزائر الحديث والقديم) على أن مدينة الغزة هي المعروفة
اليوم بغليزان, وكتب أن : (البكري لما ذكر الغزة –وهي غليزان- قال:"وبقربها
على البحر قلعة مغلية دلول وهي في أعلى جبل منيف هناك شديد الحصانة. بينها
وبين البحر خمسة فراسخ وبها عين ماء تسمى عين كردي. وبين قلعة دلول هذه
ومدينة مستغانم مسيرة يومين".)([5])
وكانت مدينة"الغزة" من
بين المدن التي ذكرها ابن حوقل في القرن الحادي عشر ميلادي فقال عنها إنها
مدينة صالحة. أما الشريف الإدريسي(المتوفى سنة1154م) فقد كتب في (نزهة
المشتاق في اختراق الآفاق) عن مدينتي يلل وغزة فقال: "ومدينة يلل بها عيون
ومياه كثيرة وفواكه وزروع وبلادها جيدة للفلاحة وزروعها نامية. ثم إلى
مدينة غزة وهي مدينة صغيرة القدر فيها سوق مشهورة لها يوم معلوم وبها حمام
وديار حسنة ولها مزارع".
كان المحتل الفرنسي يكتب اسم المدينة في
وثائقه الأولى كالآتي ( Ghelizan)أي غليزان كما كانت تنطق وقتذاك إلا أنه
حاول فرنسة الاسم فكتب الكلمة كالتالي: ( Relizane). وبعد استرجاع السيادة
الوطنية سنة1962م, كتب اسم المدينة في الوثائق والكتب ومنها كتاب الباحث
الجيلالي صاري([6]), كالآتي: ( Ighil-izane).