رحبت قوى عربية من بينها أحزاب وفعاليات من المجتمع المدني بـ"ثورة الشعب" التونسي التي أطاحت الجمعة بحكم الرئيس زين العابدين بن علي، ودعت هذه القوى القادة العرب إلى استخلاص الدروس، في حين توقع الأمين العام لـ جامعة الدول العربيةعمرو موسى أمس السبت أن تؤثر انتفاضة تونس الشعبية على العالم العربي. فقد أعرب حزب الله اللبناني عن افتخاره واعتزازه بما وصفه بـ"انتفاضة الشعب التونسي"، ودعا الحكام إلى استخلاص العبر مما حدث هناك. ودعا الحزب -في بيان له مساء أمس- الحكّام إلى "استخلاص العبر مما حصل في تونس، وأولى هذه العبر نهايات علاقات الحكّام مع قوى الاستكبار التي لا تعترف بحليف ولا صديق، وإنما تهتم فقط بمصالحها على حساب من يخدمها على مدى السنين".
|
الشعب التونسي تظاهر في الشارع حتى أسقط نظام زين العابدين بن علي (الفرنسية)
| الاحتلال يخسر وفي فلسطين، أكدت حركتا المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي أمس احترام إرادة الشعب التونسي.وقال الناطق باسم حماس سامي أبو زهري في بيان صحفي إن "حماس تحترم خيارات الشعب التونسي وحقه في اختيار قيادته التي يريدها من خلال عملية ديمقراطية"، مؤكدا وجوب أن يتم ذلك "بعيدا عن أي تدخلات أجنبية". ومن جهتها، نظمت حركة الجهاد الإسلامي مسيرة شارك فيها مئات الفلسطينيين مساء أمس في غزة لدعم وتأييد الانتفاضة الشعبية في تونس. وقال عضو المكتب السياسي للحركة محمد الهندي -في كلمة له خلال المسيرة- إن الاحتلال الصهيوني قد خسر اليوم صديقا له، لافتا إلى أن نظام الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي هو من منع المظاهرات المنددة بإسرائيل، ومنع جهود شعب تونس لمساعدة غزة المحاصرة. ورأى أن المنطقة "بدأت تتشكل اليوم على وقع الشعوب الحرة، بإرادة أبنائها وليس على وقع الفوضى الخلاقة التي تبشر بها أميركا وحلفاؤها". مقاصد الشعبين أما في مصر، فقد أعربت مجموعة من المثقفين والكتاب والصحفيين والشخصيات العامة في البلاد عن تضامنها مع الشعب التونسي في انتفاضته التي قام بها ضد الاستبداد والظلم والفساد والتعذيب وفقدان الكرامة. وقالت المجموعة -في بيان أصدرته السبت- إنها تتضامن "مع جميع فئات الشعب التونسي وقواه الحية ومؤسساته ونقاباته المهنية والعمالية، ومع مطالبهم المشروعة في نظام سياسي ديمقراطي يحقق العدالة والمساواة والحياة الكريمة، ويضمن التداول السلمي للسلطة، وقالت إن تلك جميعها مقاصد ينشدها الشعبان التونسي والمصري معا. وكان العشرات من الناشطين المصريين قد نظموا السبت مظاهرة أمام السفارة التونسية في القاهرة تضامنا مع التونسيين وترحيبا بسقوط بن علي. ومن جهته أشاد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي بثورة الشعب التونسي، ودعا إلى إكمال المسيرة و"إسقاط بقية رموز النظام بعد أن سقط الطاغية"، كما انتقد تكليف محمد الغنوشي بتشكيل الحكومة المؤقتة، وقال إنه "لا يجدر برجل قتلت حكومته العديد من الناس أن تناط به مسؤولية تشكيل حكومة إنقاذ البلاد" من أزمتها الراهنة. تقارب المجتمعات
وعلى المستوى الرسمي توقع الأمين العام لـ جامعة الدول العربيةعمرو موسى أمس السبت أن تؤثر انتفاضة تونس الشعبية على العالم العربي، وقال -في مؤتمر صحفي- إن "الاهتمام العالمي والعربي بتونس يؤكد تقارب المجتمعات وتكاملها"، وأكد أن ما يحدث في تونس يؤثر في الكل على غير ما يقال". وأضاف موسى أن "ما حدث تطور له أبعاده التاريخية"، وأنه جاء "في إطار انتهاء عهد وبداية عهد آخر في تونس". وقال "نتابع بالأمل والاهتمام استقرار تونس، وتمنى "ألا تؤدي الأحداث إلى أي قرارات من شأنها زيادة الأمر توترا، وأن يصل الوسط السياسي إلى توافق الرأي في إطار الدستور". وأفاد موسى بأن القمة الاقتصادية العربية التي ستعقد في منتجع شرم الشيخ المصري نهاية الشهر الجاري ستناقش الوضع في تونس.
|