حقق المنتخب الأوزبكستاني فوزاً صعباً على نظيره الأردني بهدفين مقابل هدف واحد في ثاني مباريات الدور ربع النهائي من بطولة كأس آسيا لكرة القدم المقامة في قطر، ليبلغ بذلك الدور نصف النهائي للمرة الأولى في تاريخه.
وعوض بذلك الذئاب البيضاء خيبة الأمل التي تعرضوا لها بعد خروجهم من الدور ربع النهائي في آخر بطولتين، بسقوطهم أمام المنتخب البحريني في نسخة عام 2004 بركلات الترجيح وأمام المنتخب السعودي في النسخة الأخيرة بعد مباراة شابها قرارات تحكيمية مثيرة للجدل.
سجل أولوغبيك باكاييف هدفي أوزبكستان في الدقيقتين 47 و49، بينما جاء هدف الأردن الوحيد في الدقيقة 58 عبر قائد الفريق بشار بني ياسين.
شهدت المباراة التي اقيمت على إستاد خليفة الدولي حضور أكثر من 16 ألف متفرج معظمهم من مشجعي المنتخب الأردني الذي قدم مستوى جيد وكافح حتى الدقائق الأخيرة أمام منتخب قوي يملك العديد من اللاعبين أصحاب الخبرة في مقدمتهم سيرفر دجيباروف، أفضل لاعب في آسيا عام 2008، والمهاجم المتألق ألكسندر غينريخ.
ولولا افتقاد لاعبي منتخب النشامى للتركيز خلال الفرص التي لاحت لهم أمام مرمى الخصم، لخرجوا على الأقل بالتعادل في الوقت الأصلي للمباراة وسحبوا الأوزباكستانيين لوقتين إضافيين، ولكن ذلك لم يحدث ليتلقى الفريق أول خسارة في تاريخ مشاركاته بنهائيات كأس آسيا، بعد كانت مشاركته السابقة في نسخة عام 2004 قد انتهت بخروجه بركلات الترجيح بعد التعادل أمام نظيره الياباني.
المدرب الأوزبكي فاديم آبراموف أجرى خمسة تغييرات على التشكيلة التي حقق بها التعادل بصعوبة أمام الصين في آخر مباريات الدور الأول، فبدأ بالمدافعين شوكتيون مولادينوف وصخوب جورايف، كما اعتمد على سانجار تورسونوف كجناح أيمن وجسور حسانوف كجناح أيسر، بالإضافة إلى المهاجم أولغوك باكاييف.
في المقابل، كانت تغييرات مدرب النشامى عدنان حمد اضطرارية في ظل إصابة الجناح الأيسر عدي الصيفي، الذي كان غيابه بالفعل مؤثراً للغاية. ودفع المدرب العراقي بدلاً منه بأحمد عبد الحليم الذي بذل الكثير من الجهد وكان من أفضل لاعبي الفريق. في الوقت نفسه لعب المدافع محمد الضميري بدلاً من باسم فتحي الموقوف بعد حصوله على إنذارين في الدور الأول. أما ثالث التغييرات فكانت مشاركة مؤيد أبو كشك منذ البداية بدلاً من عبد الله ذيب.
شوط الفرص الضائعة
الشوط الأول انتهى بالتعادل السلبي رغم الفرص العديدة التي سنحت للمنتخبين، وجاءت المبادرة الهجومية من جانب منتخب النشامى بعد إحدى عشر دقيقة عندما اخترق عامر ذيب الدفاع الأوزبكي من الجهة اليمنى ومرر كرة عرضية وصلت إلى أحمد عبد الحليم على مشارف المنطقة، ولكن الأخير لم يستطع التسديد بقدمه اليسرى المفضلة، وسدد باليمنى بعيداً عن المرمى.
وفي الدقيقة 23 سدد ألكسندر غينريخ أخطر لاعبي الفريق الأوزبكي كرة قوية من خارج المنطقة ردها الحارس عامر شفيع بصعوبة وعادت أمام الهجوم الأوزبكي قبل أن ينقذ بشار بني ياسين الموقف ويبعد الكرة في الوقت المناسب.
بعدها بأربع دقائق تحصل الأردنيون على ركلة حرة مباشرة في الجهة اليسرى سددها عبد الحليم قوية ولكن الحارس الأوزبكي إيغناتي نيستيروف أبعدها بمهارة قبل أن يصطدم بالقائم الأيمن ويتعرض لإصابة.
واستمرت المحاولات الأردنية، فمهد عامر ذيب كرة جميلة لحسن عبد الفتاح على أطراف المنطقة، وسدد الأخير كرة قوية مرت بجوار القائم الأيمن للحارس نيستيروف.
ولكن الدقائق الأخيرة من هذا الشوط شهدت ضغط متواصل من المنتخب الأوزبكي الذي كاد يفتتح التسجيل في آخر دقيقة بعد أن أرسل سانجار تورسونوف كرة عرضية من الجهة اليمنى قابلها الخطير غينريخ بتسديدة من مسافة قريبة تألق الحارس شفيع من جديد وأبعدها في الوقت المناسب.
ثنائية باكاييف
وفي ثاني دقائق الشوط الثاني وجد منتخب النشامى نفسه متأخراً بهدف بعد أن لعب سيرفر دجيباروف كرة عرضية رائعة من ركلة حرة مباشرة في الجهة اليمنى، قابلها باكاييف برأسه إلى داخل شباك الحارس شفيع وسط غياب تام للدفاع الأردني الذي اكتفى بالمشاهدة معتبراً أن اللاعب كان متسللاً.
بعدها بثلاث دقائق فقط أرسل حسانوف كرة عرضية ممتازة من الناحية اليسرى وجدت من جديد باكاييف الذي سبق المدافع بني ياسين واقتنص الكرة بتسديدة سريعة في الزاوية القريبة ليضاعف النتيجة لمنتخب الذئاب البيضاء.
عودة أردنية
ورغم صدمة الهدفين المتتاليين لم ييأس المنتخب الأردني وبدأ في تنظيم صفوفه من جديد، ومن ركلة ركنية في الدقيقة 59 أرسل عبد الحليم كرة عرضية من الناحية اليسرى قابلها عامر ذيب برأسية ارتدت من الحارس الأوزبكي لتجد كابتن الفريق بني ياسين الذي وضعها بقوة داخل الشباك مانحاً الأمل من جديد للنشامى.
وتأزم الموقف لدى المنتخب الأوزبكي في الدقيقة 62 بعد إصابة الحارس نيستيروف ليدخل بدلاً منه تيمور جورايف الذي تصدى لتسديدة قوية من عبد الحليم بعد دقيقة واحدة من نزوله. كما أصيب أيضاً المهاجم المتميز غينريخ فدفع المدرب أبراموف بالمدافع أنظور إسماعيلوف بدلاً منه في محاولة لإيقاف المد الهجومي الأردني.
في المقابل دفع المدرب عدنان حمد باللاعب عبد الله ذيب بدلاً من شادي أبو هشهش في محاولة لتنشيط الهجوم، وسنحت للاعب البديل فرصتين ثمينتين في الدقائق العشرة الأخيرة ولكنه افتقد للتركيز في محاولاته، في الوقت الذي سيطر فيه المنتخب الأوزبكستاني على مجريات اللعب ليحافظ على تقدمه حتى صافرة النهاية.
وسيلتقي منتخب أوزبكستان في مباراة الدور قبل النهائي مع الفائز في لقاء منتخبي العراق وأستراليا اللذان يلتقيان غداً السبت في ختام الدور ربع النهائي.
بطاقة المباراة
التاريخ: 21/01/2011
المباراة: ربع نهائي – كأس آسيا 2011
المكان: إستاد خليفة الدولي – الدوحة – قطر
الحكم: عبد الملك عبد البشير (سنغافورة)
بطاقات صفراء: أوزبكستان/ أولوغبيك باكاييف وسنجر تورسونوف – الأردن/ سليمان السلمان
النتيجة: أوزبكستان (2) الأردن (1)
تشكيلة أوزبكستان: إغناتي نيستيروف (تيمور جورايف د62) – شوكيون مولاديانوف، صخوب جورايف، أوديل أحمدوف – تيمور كابادزي، جسور حسانوف (ستانيسلاف آندريف د57)، عزيز بك حيدروف، سيرفر دجيباروف، سنجر تورسونوف – أولوغبيك باكاييف، ألكسندر غينريخ (أنظور إسماعيلوف د70) – المدرب: فاديم آبراموف
تشكيلة الأردن: عامر شفيع – محمد منير، سليمان السلمان، محمد الضميري، بشار بني ياسين – شادي أبو هشهش (عبد الله ذيب 64)، أحمد عبد الحليم، بهاء عبد الرحمن، عامر ذيب – مؤيد ابو كشك (أنس حجة د76)، حسن عبد الفتاح – المدرب: عدنان حمد