سيخوض قائد منتخب كوريا الجنوبية ونجم مانشستر يونايتد بارك جي سونغ مباراته الدولية رقم 100 عندما يواجه فريقه نظيره الياباني، غداً الثلاثاء، في الدور نصف النهائي من كأس آسيا 2011 المقامة في الدوحة.
وأعرب سونغ عن سعادته وفخره للدفاع عن ألوان منتخب بلاده لهذه الفترة الطويلة بقوله "انه أمر رائع أن أخوض المباراة رقم 100 مع المنتخب الوطني في بطولة رئيسية مثل نهائيات كأس آسيا".
وأوضح بخصوص احتمال اعتزال اللعب الدولي بعد البطولة كما كان والده المح إلى ذلك قبل انطلاقها "هذه النهائيات تعتبر خاصة جداً بالنسبة لي ولا يوجد أمامي الوقت الكثير لخوض المباريات على المستوى الدولي، وهذا الأمر يجعلني ارغب بالفوز بلقب كأس آسيا أكثر من أي وقت مضى".
وكشف "في الوقت الحالي لا يمكنني قول أي شيء بخصوص مستقبلي على المستوى الدولي، سأتحدث عن ذلك بعد كأس آسيا".
رمز كوري جنوبي
ويعتبر سونغ أحد رموز كرة القدم في كوريا الجنوبية وأبرز سفرائها في العالم من خلال ارتدائه القميص الأحمر الشهير لنادي مانشستر يونايتد الإنكليزي.
انه لاعب الوسط لا يتعب ولا يكل والدينامو الخفي في تشكيلة السير أليكس فيرغسون والجندي المجهول في صفوف "محاربي التايغوك".
اقتحم بارك الساحة العالمية من الباب الواسع، عندما شارك وهو بعمر الحادية والعشرين في قيادة بلاده إلى المجد واحتلال المركز الرابع في مونديال 2002 الذي أقيم على أرضه.
شارك بارك في جميع مباريات بلاده في المونديالات الثلاثة الأخيرة، وكان نقطة الثقل في تشكيلة المدرب الهولندي غوس هيدينك خلال أمجاد 2002، حيث سجل هدف التأهل إلى الدور الثاني أمام البرتغال في الدقيقة 70، كما لعب دوراً رئيساً في ألمانيا 2006 تحت إشراف مدرب هولندي آخر هو ديك أدفوكات، حيث سجل هدف التعادل في مباراة فرنسا واختير أفضل لاعب في المباراة. وساهم أيضاً بتحقيق الانجاز في جنوب أفريقيا ببلوغ فريقه الدور الثاني للمرة الأولى بعيداً عن قواعده.
وساهم أيضاً في تحقيق بلاده أول فوز في كأس العالم خارج القارة الآسيوية على حساب توغو 2-1 عام 2006 أيضاً. لذلك، كان من البديهي أن يحمل شارة القائد في التشكيلة الحالية.
انضباط وعالمية
أظهر بارك (30 عاماً) انضباطه ونيته بالوصول إلى العالمية منذ صغره، فتحقق انتقاله إلى نادي كيوتو بوربل سانغا الياباني وهو في الثامنة عشرة، فأعاده إلى الدرجة الأولى عام 2001 وقاده إلى تحقيق لقب كأس الإمبراطور للمرة الأولى في تاريخه عام 2002.
بعد دوره الفاعل في مونديال 2002، لم يتأخر بارك في اللحاق بهيدينك إلى آيندهوفن الهولندي. انتظر حتى الموسم التالي كي يتأقلم مع الحياة الأوروبية، فأصبح أحد نجوم الدوري الهولندي محرزاً ثنائية الدوري والكأس عام 2005.
أداؤه مع آيندهوفن أغرى فيرغسون بعدما راقبه في أكثر من عشرين مباراة، فضمه مقابل 4 ملايين جنيه إسترليني، وشارك مع "الشياطين الحمر" في تحقيق اللقب تلو الآخر، لكنه غاب عن نهائي دوري أبطال أوروبا 2008 أمام تشلسي عندما فاز فريقه بركلات الترجيح بقرار من فيرغسون وصفه الأخير انه كان من بين الأصعب في مسيرته، وكان ضمن تشكيلة المدرب العملاق التي خسرت نهائي عام 2009 أمام برشلونة الإسباني صفر-2.
مدد ابن العاصمة سيول عقده مع مانشستر حتى العام 2012، ويقدر راتبه الشهري بــ65 ألف جنيه إسترليني ليضاهي نخبة اللاعبين في العالم.
ثلاث رئات
يسير بارك بذكاء لافت مع الكرة بخطوط مباشرة نحو المرمى، وتحركاته ممتازة على أرض الملعب، لكن أهم ما يتميز به هو طاقته ومخزونه الهائل، فاعتبر البعض انه يملك ثلاث رئات، بيد أن لاعب الوسط دائم الخجل ونجاعته التهديفية ليست مثالية أمام المرمى.
استهل بارك مشواره الدولي بعمر التاسعة عشرة كلاعب وسط دفاعي، ومثل بلاده خلال تصفيات ألعاب سيدني الأولمبية 2000، لكنه لم يفرض نفسه إلا حين وصول هيدينك الذي نقله إلى مركز الجناح. ومنذ ذلك الوقت، أصبح لاعباً متعدد الأدوار، في خط الوسط المركزي، اليمين واليسار بالإضافة إلى مركز الجناح الهجومي.
في تشرين الأول/أكتوبر 2008، حمل شارة القائد لأول مرة مع بلاده في مباراة ودية أمام أوزبكستان حيث فازت كوريا 3-صفر. منذ ذلك الوقت بقيت الشارة على ساعده وأنهى التصفيات الأخيرة المؤهلة لكأس العالم هدافاً للمنتخب الأحمر برصيد 5 أهداف.
وسيكون رفع الكأس القارية أفضل تتويج لمسيرة بارك جي سونغ، لكن يتعين عليه إزاحة اليابان في نصف النهائي ثم أستراليا أو أوزبكستان في مباراة القمة في 29 الحالي.