في إطلالة سريعة على الدور ربع النهائي (الدور الثاني) من بطولة كأس أمم آسيا الخامسة عشرة لكرة القدم التي تستضيفها الدوحة حالياً، يمكن تلخيص أبرز الظواهر في مباريات هذا الدور من خلال عدة نقاط:
• انتهت المشاركة العربية في البطولة مبكراً بخروج المنتخبات الثمانية التي تمثل العرب، وحين تنضم إليها إيران فهي تمثل منتخبات غرب آسيا التسعة التي خرج بعضها من الدور الأول للبطولة، وهي منتخبات الكويت والسعودية وسوريا والبحرين والإمارات، قبل أن يشهد الدور ربع النهائي خروج الفرق الأربعة الأخرى، قطر المضيفة والعراق حامل اللقب والأردن وإيران، وهو ما أبرزه مدرب الأخيرة أفشين قطبي في المؤتمر الصحفي الذي أعقب هزيمة فريقه أمام كوريا الجنوبية، وطلب من منتخبات غرب القارة الصفراء أن تتعلم من نماذج شرق القارة كاليابان وكوريا الجنوبية.
• للمرة الثانية خلال البطولة ينجح منتخب اليابان في أن يفوز بعشرة لاعبين، إذ نجح في تحويل تأخره أمام المنتخب القطري صاحب الضيافة بهدف واحد مقابل هدفين إلى فوز بثلاثة أهداف، وذلك رغم طرد مدافعه مايا يوشيدا في الدقيقة 63 من المباراة لحصوله على الإنذار الثاني.
ويبدو أن طرد اللاعب كان بمثابة نقطة تحول إيجابية لصالح منتخب الساموراي الذي نجح في إحراز هدفين متتاليين ليتأهل إلى نصف النهائي.
وفي الدور الأول كان حارس اليابان إيجي كاواشيما قد نال البطاقة الحمراء في مباراة فريقه أمام سوريا وتحديداً في الدقيقة 72 والنتيجة تشير إلى التعادل (1-1) ولكن رغم ذلك نجح اليابانيون في إحراز هدف الفوز بعد طرد حارس مرماهم بعشر دقائق.
• كان من الواضح تقارب مستويات المنتخبات الثمانية المتأهلة إلى هذه المرحلة، ولم تكن هناك فروق شاسعة بينها سواء على الصعيد البدني أو الفني، فالمباريات الأربع في الدور ربع النهائي انتهت بفارق هدف واحد فقط، ومنها مباراتان انتهى وقتها الأصلي بالتعادل السلبي وجاء هدف الفوز في الوقت الإضافي، فأحرزت أستراليا هدف الفوز على حامل اللقب العراق برأس المهاجم المخضرم هاري كيويل قبل نهاية الوقت الإضافي بثلاث دقائق، وكذلك سجل البديل الكوري الجنوبي الشاب يون بيت غارام (20 عاماً) هدف الفوز لبلاده في مرمى إيران في الدقيقة 105.
ومن اللافت للنظر أن المدربين الأربعة للفرق التي ودعت البطولة من الدور ربع النهائي، وهم الفرنسي برونو ميتسو مدرب قطر، والعراقي عدنان حمد مدرب الأردن، والألماني فولفغانغ سيدكا مدرب العراق، والإيراني أفشين قطبي مدرب إيران، قد خرجوا بعد المباريات الأربع بتصريحات تنم عن رضاهم التام عن الأداء بغض النظر عن النتيجة، واعتبروا أن لاعبيهم قد أدوا ما عليهم، وهو ما يعكس قوة هذه المواجهات السابقة.
• لعل الظاهرة الأبرز على الإطلاق في الدور ربع النهائي هو المهاجم الأوزبكي أولوغبيك باكاييف الذي لم يشارك في المباريات الثلاث الأولى لمنتخب بلاده في الدور الأول، ثم لعب أساسياً أمام الأردن ليحرز هدفي الفوز لمنتخب أوزبكستان خلال ثلاث دقائق.
• سيشهد الدور نصف النهائي مواجهتين بين مدرب محلي وآخر أوروبي، فالمباراة الأولى ستجمع بين أستراليا ومدربها الألماني هولغر أوسييك، وبين أوزبكستان ومدربها المحلي فاديم أبراموف، وكلا المنتخبين يطمح إلى كتابة تاريخ جديد له في القارة بعد أن تأهل كلاهما إلى الدور نصف النهائي للمرة الأولى على الإطلاق، وهو ما يعني أيضاً أن الفائز في هذه المباراة أياً كان سيشارك في المباراة النهائية لأول مرة في تاريخه.
أما المباراة الثانية فستكون المواجهة فيها بين المدرب الكوري الجنوبي تشو كوانغ راي ومنتخب بلاده أمام اليابان ومدربها الإيطالي ألبرتو زاكيروني، ويتطلع الكوريون إلى لقبهم الثالث بعد غياب أكثر من نصف قرن، والتأهل إلى النهائي للمرة السادسة بعد عامي 1956 و1960 حين فازوا باللقب، وأعوام 1972 و1980 و1988 حين حصلوا على المركز الثاني.
على الجانب الآخر يسعى المنتخب الياباني لإحراز لقبه الرابع بعد أعوام 1992 و2000 و2004 وهو لم يتأهل إلى المباراة النهائية سوى في هذه الأعوام الثلاثة.