أمّا فضائل الصيام فمتعدّدة منها:
تضاعف
فيه الحسنات مضاعفة لا تنحصر بعدد، بينما الأعمال الأخرى تضاعف الحسنة
بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف لما رواه الشيخان من حديث أَبِى هُرَيْرَةَ
-رضى الله عنه- قالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم:
«كُلُّ
عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ بعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى
سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ إِلَى مَا شَاءَ اللهُ يقُولَ اللَّهُ تَعَالَى:
إِلاَّ الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِى وَأَنَا أَجْزِى بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ
وَطَعَامَهُ وَشَرَابَهُ مِنْ أَجْلِى، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ فَرْحَةٌ
عِنْدَ فِطْرِهِ وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ، وَلَخُلُوفُ فَمِ
الصَّائِمِ عِنْدَ اللهِ أَطْيَبُ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ»
أخرجه ابن
ماجه: (163، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وصححه الألباني في صحيح ابن
ماجه: (1335)، وفي صحيح الترغيب: (96) فيتجلى من هذا الحديث أنّ الله
اختصّ الصّيام لنفسه عن بقية الأعمال، وخصّه بمضاعفة الحسنات -كما تقدّم-
وأنّ الإخلاص في الصيام أعمق فيه عن غيره من الأعمال لقوله صلى الله عليه
وآله وسلم:
«تَرَكَ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ وَشَرَابَهُ مِنْ أَجْلِى»
كما
أنّ الله سبحانه وتعالى يتولى جزاء الصائم الذي يحصل له الفرح في الدنيا
والآخرة، وهو فرح محمود لوقوعه على طاعة الله تعالى كما أشارت إليه الآية:
﴿قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ﴾
[يونس:58]
كما
يستفاد منه أنّ ما ينشأ عن طاعة الله من آثارٍ فهي محبوبة عند الله تعالى
على نحو ما يحصل للصائم من تغيّر رائحة فمه بسبب الصيام.
• ومن فضائل
الصيام: أنّه يشفع للعبد يوم القيامة ويستره من الآثام والشهوات الضارّة،
ويقيه من النّار لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ
يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ الصِّيَامُ: أَي
رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَة فَشَفِّعْنِى فِيهِ. وَيَقُولُ
الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِى فِيهِ. قَالَ
فَيُشَفَّعَانِ»
(أخرجه أحمد: (6785)، من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، وصححه الألباني في صحيح الجامع: (3776). وفي صحيح الترغيب:(1429)).
وقال صلى الله عليه وآله وسلم:
«الصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَحِصْنٌ حَصِينٌ مِنَ النَّارِ»
(أخرجه أحمد: (9463)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وحسنه الألباني في صحيح الجامع: (3774)، وفي صحيح الترغيب:(980)).
•
من فضائله: أنّ دعاء الصائم مستجاب، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم:
«...وَإِنَّ لِكُلِّ مُسْلِمٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ دَعْوَةً
مُسْتَجَابَةً»
( أخرجه أحمد: (765، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وصححه الألباني في صحيح الجامع: (2165))
وقد جاء في أثناء ذكر آيات الصيام ترغيب الصائم بكثرة الدعاء في قوله تعالى:
﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾
[البقرة:186].
• ومن فضائل الصيام: أنّه موجب لإبعاد النار على الصائم يوم القيامة، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم:
«مَا
مِنْ عَبْدٍ يَصُومُ يَوْمًا فِى سَبِيلِ اللَّهِ إِلاَّ بَاعَدَ اللَّهُ
بِذَلِكَ الْيَوْمِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا»
(أخرجه مسلم: (2767)، والنسائي:(2260)، والدارمي: (2454)، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه).
•
كما أنّ من فضائله: اختصاص الصائمين بباب من أبواب الجنة يدخلون منه دون
غيرهم إكرامًا لهم وجزاء على صيامهم لقوله صلى الله عليه وآله وسلم:
«إِنَّ
فِى الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ
الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ
غَيْرُهُمْ يُقَالُ أَيْنَ الصَّائِمُونَ ؟ فَيَقُومُونَ، فَيَدْخُلُونَ،
فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ، فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ»
(أخرجه البخاري: (1896)، ومسلم: (2766)، والنسائي: (224، وابن ماجه: (1709)، من حديث أبي حازم بن سهل رضي الله عنه)
وفي ذكر بعض هذه الخصائص والفضائل ما يؤذن على الكل.