[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] إجراءات أمنية مشددة وطائرة هيليكوبتر لتأمين أول مقابلة بعد شهر من تاجيل المنافسة أطلق
آلاف الشباب المحتشدين في ملعب المحمدية بالجزائر العاصمة أمس، شعارات
مناوئة لبعض المسؤولين والسياسيين، فيما هتف آخرون بحياة الرئيس بوتفليقة،
داعين إياه إلى الاستغناء عن عدد من المسؤولين. وتحولت المباراة التي جمعت
فريقي إتحاد الحراش ومولودية الجزائر، إلى منبر سياسي بامتياز، وعبّر
خلالها نحو 10 آلاف مناصر، عن موقفهم من الوضع العام في البلاد. وأطلقت
خلال المباراة شعارات شعبوية لها علاقة بالمطالب التي رفعها محتجون خلال
وقت سابق، إحتجاجا على بعض الملفات في الجزائر، وهذا ما حملته هتافات من
قبيل "المسيرة ستبدأ من الحراش"، على ألسنة الآلاف من
مناصري الفريقين، كما طالب البعض برحيل الوزير الأول. وتعد
مباراة أمس؛ الأولى بعد استئناف المنافسة الوطنية التي توقفت طيلة شهر
ونصف، بقرار من الرابطة إثر الاحتجاجات التي عرفتها البلاد جانفي الفارط.
وجرت المباراة وسط إجراءات أمنية استثنائية وغير معهودة في مثل هذه
المناسبات، إذ انتشر آلاف من عناصر الشرطة في محيط الملعب، وحلقت
مروحية تابعة للشرطة في سماء المنطقة.
واعتبر مراقبون أن
إصرار الرابطة على برمجة المباراة يوم أمس، ما كان ليتم من دون العودة إلى
السلطات العمومية، التي ترى في هذه المناسبة الكروية بالون اختبار
و"بارومترا" لقياس حرارة الشارع، وقياس اتجاهات الرأي العام، ومدى جاهزية
السلطات ومصالح الأمن على التعامل مع مختلف الأوضاع، بحكم أن المباراة
جاءت في سياق يميزه شدّ ومدّ بين أطياف الطبقة السياسية، خاصة ما تعلق
بالاحتجاجات، وتسارع التطورات السياسية، مثل التحضير لرفع حالة الطوارئ،
ومنع مسيرتي "الأرسيدي" و"تنسيقية التغيير"، وكذا تداعيات أحداث تونس ومصر
على البلاد.
وتعد مباراة أمس، التي إنتهت في هدوء، سانحة لمعرفة رد
فعل قطاع واسع من الشارع إزاء التطورات، كما أن شغب الملاعب في هذه
الفترة، يمكن أن يضع السلطات في مواجهة عنف مفاجئ وغير مرتقب، وإن كانت
"مواجهات" الملاعب تبقى ظاهرة عالمية.
ومن شأن مرور المباريات الرياضية
بسلام، أو من دون أحداث عنف، أن يكون مؤشرا يجعل السلطات تطمئن إلى عودة
الهدوء إلى البلاد، علما ان التظاهرات الرياضية شكلت دوما مصدر تخوف،
باعتبارها فضاء يستقبل الآلاف من الشباب، وبإمكانها أن تشكل بؤرة مثالية
لإطلاق شرارة العنف، وجعلها تمتد إلى الشارع.