يفصلنا
أسبوع واحد فقط عن المواجهة التقليدية بين الجزائر والمغرب، فكيف
تتوقعونها.. خاصة وأنه سبق لكم أن لعبتم أمام هذا المنتخب من قبل؟
اللقاء
سيكون غاية في الصعوبة بالنسبة للطرفين، فالمواجهات بين الجزائر والمغرب
كانت دائما شيقة ومثيرة، ثم إنها مباراة "داربي"، إضافة إلى وضعية
المنتخبين في ترتيب المجموعة، فالجزائر ستحاول التدارك والخروج بالنقاط
الثلاث، إذا أرادت الحفاظ على حظوظها في التأهل، ومن جانبه سيحاول المنتخب
المغربي تحقيق الفوز ووضع رجل في النهائيات، ثم لا تنس أن المنتخب المغربي
يضم حاليا لاعبين ممتازين، وانطلق في عمل جيد مع مدربه الجديد غيرتس، لذا
أرى أن المباراة ستكون صعبة على الطرفين، ويصعب التكهن بنتيجتها..
ومن الطرف الذي يملك الأسبقية؟
مواجهة
السبت المقبل محلية لا يمكن التكهن بنهايتها، فالمنتخب المغربي يضم العديد
من اللاعبين الموهوبين، الذين يصنعون أفراح أنديتهم، يقودهم مدرب كبير، في
حين أن الجزائر تملك مجموعة قوية، أكدت ذلك في تصفيات المونديال، إضافة
إلى أن الخضر سيلعبون على قواعدهم، مما سيعطيهم أسبقية كبيرة، ولذا فالتكهن بنتيجة اللقاء يبدو من المستحيلات السبع.
وفي رأيك.. ما الذي سيصنع الفارق؟
المنتخب الذي سيلعب بأكثر تنظيم وأكثر إرادة، سيتمكن من حسم المعركة الكروية لصالحه.
حسبك.. ما هي نقاط قوة المنتخب المغربي؟
الجميع
يعلم أن المنتخب المغربي تعزز هذه السنة بالعديد من اللاعبين الموهوبين،
إضافة إلى المدرب غيرتس، مما يؤكد نية الاتحاد المغربي لكرة القدم في بناء
منتخب قوي، وأعتقد بأن المدرب البلجيكي قادر على ذلك، أضف إلى هذا..
الانطلاقة الجيدة لأسود الأطلس في التصفيات، مما سيجعلهم يلعبون بنية الفوز لا غير للانفراد بريادة المجموعة.
البعض يرى بأن صحوة المنتخب المغربي عابرة، وقد يعود إلى نقطة الصفر في حين انهزم أمام الجزائر.. فما ردك؟
المنتخب المغربي
الغائب على أكبر المنافسات الافريقية والعالمية في السنوات الأخيرة،
سيحاول الثأر لنفسه والعودة بقوة، لأنه وبكل صراحة، يملك الإمكانيات
لتحقيق ذلك.
كلامك هذا قد يفهمه البعض بأن الخضر سيصطدمون بمنتخب قوي جدا الأحد المقبل؟
لكنني لم
أتكلم بعد عن المنتخب الجزائري المعروف بتخطي الصعاب والظهور بمستوى كبير،
عندما يتعلق الأمر بالمباريات الكبيرة، فسلاحنا يوم الأحد هو العزيمة
القادرة على الإطاحة بأي منتخب.
وماذا عن التشكيلة التي استدعاها بن شيخة؟
بن
شيخة يعرف أحسن من أي شخص آخر لاعبيه، فالمنتخب الوطني لم يتغير، وهو
تقريبا نفسه الذي شارك في التصفيات المؤهلة للمونديال، وعليه فهو قادر على
الانتفاضة وتحقيق نتيجة كبيرة، سيما أن الانسجام موجود بين اللاعبين.
وما النقاط السلبية في المنتخب الوطني الحالي؟
ما يقلقني
شخصيا البدايةُ السيئة للمنتخب الوطني، وأتمنى ألا تشكل له عقدة، لأن ذلك
ـ وإن حدث ـ سيؤثر عليه كثيرا فيما تبقى من مباريات، وقد يرهن حظوظه في
التأهل.
في رأيك، ما الفرق بين المنتخبين من حيث اللعب الجماعي والفرديات؟
لم
أتابع المنتخب المغربي منذ مدة، لكن أعلم جيدا أنه استعاد نجومه، ثم إني
أعرف عمل المدرب غريتس، وأعرف جدّيته وإصراره على تحقيق الفوز، خاصة لما
عمل في مارسيليا، ثم في الهلال السعودي، أما الخضر فالمشكلة واضحة بالنسبة
لهم، فمازلنا نعيش نشوة التأهل للمونديال ونسينا العمل، فبعد العودة من
جنوب إفريقيا والانهزام أمام الغابون في المواجهة الودية، كنت قد حذرت من
الخطر القادم، وما كنت أخشاه حدث، والآن نحتل مركزا غير مشرف في التصفيات،
وأتمنى فقط ألا يدوم الحال على ما هو عليه، وأن نتمكن من تحقيق الفوز أمام
المغرب وبعث أمالنا من جديد.. ثم دعني أقل إننا نعيش دائما على الإنجازات
وننسى العمل، فلليوم لا زلنا نتحدث عن مونديال 1982 ومونديال 1986، وكأن
عجلة التاريخ توقفت عند هذين الحدثين، ونسينا أنه مر عليهما 25 سنة..
مدرب المنتخب المغربي غيرتس أكد بأنه سيتنقل إلى الجزائر من أجل تحقيق الفوز مؤكدا بأن الضغط سيكون على الجزائريين.. فما ردك؟
هو
محق فيما يقول فأي مدرب يريد تحقيق الفوز في أي ملعب يلعب فيه، أما بخصوص
الضغط فسيكون أكثر على الجزائريين المجبرين على تحقيق الفوز، في حين فإن
المغرب يكفيه تحقيق التعادل، وحتى الخسارة لا ترهن حظوظه عكس الخضر.
حتى نفوز
بالنقاط الثلاث هل يترتب على رفاق بوقرة الهجوم منذ الوهلة الأولى أم
اللعب بحذر شديد وقراءة المنافس في الشوط الأول لننقض عليها في المرحلة
الثانية؟
أظن أنه يوجد مدرب يعرف جيدا لاعبيه ومتواجد يوميا معهم، كما يعي جيدا الخطة التي سينتهجها..
(مقاطعة)
أنا طرحت السؤال إسقاطا لمباراة الخضر الأولى مع الفراعنة في البليدة لما
لعبوا بحذر في المرحلة الأولى وانتفضوا في المرحلة الثانية.. فهل الأمور
ستكون مشابهة خاصة وأن الظروف تتشابه؟
هناك
منتخبون مختلفون (يسكت لبرهة)..صراحة إنه سؤال يصعب الإجابة عنه..لأنه
لابد أن تكون حاضرا بقلبك مع اللاعبين حتى تعرف ما يمكنهم فعله.. أنا من
الذين يعشقون اللعب الهجومي لكن دون نسيان الدفاع، فعلينا أن نضغط على
المغرب لأننا سنلعب أمام جماهيرينا، وعلينا أن نسجل من أول وهلة لفك لغز
دفاعهم، لكنني أحذر من مهاجميهم لأنهم خطرون جدا، وقد يستغلون أي هفوة أو
ثغرة..
لكن لاعبينا المحترفين متواجدون هذه الأيام في أحسن مستوياتهم على غرار جبور وبلحاج ويبدة وبوقرة وزياني وزياية..
مثل
هذه الأمور تُشجع المدرب، ما أريد التركيز عليه أننا نلعب على أرضنا
وعلينا تنظيم صفوفنا والابتعاد عن الخطأ قدر الإمكان لأنها مباراة تُلعب
على جزئيات
سبق لك وأن شاركت أمام المغرب عندما كنت لاعبا في نهائيات كأس إفريقيا 2004، فما هي الذكريات التي مازلت تحتفظ بها إلى غاية الآن؟
إنها
مباراة غريبة..لا أريد حتى تذكرها، بذلنا يومها مجهودات كبيرة وكنا فائزين
إلى غاية آخر دقيقة وبعدها عاد المغاربة بقوة وسجلوا علينا هدفين في
الشوطين الإضافيين في سيناريو لم يكن يتوقعه أي أحد.
هناك من يشبه مواجهة الأحد المقبل بمواجهة مصر والجزائر.. فهل تعتقد بأن اللقاء قد يخرج عن نطاقه الرياضي؟
لا،
أبدا..لا بد أن لا نقع في مثل هذا الفخ..أنا أتفهم سؤالك حتى لا تتكرّر
تلك المشاهد المزعجة التي لا يرضاها أي مسلم..فكرة القدم تبقى رياضة
وتُلعب عبر الروح الرياضية، نحن إخوة في الدين والعرق والدم والتقاليد
واللغة، ثم إن العلاقة بين الجزائر والمغرب أكثر من أن تعكر صفوها مباراة
كرة، علينا أن نحترم بعضنا البعض وأن نجعل من لقاء الأحد فرصة للتآخي أكثر
بما أننا مسلمون، أما الجمهور الجزائري فمن حقه تشجيع منتخبه لكن عليه أن
يحترم المنافس ولا يسيء له حتى لا أقول الخصم لأنه لا يوجد خصم في الكرة
ونحن أشقاء قبل كل شيء..
منذ
رحيلك عن المنتخب الوطني يعيب الكثيرون على الخضر أنهم يلعبون دون صانع
ألعاب أو بالأحرى دون قائد حقيقي، فمن من اللاعبين تراه قادرا على حمل
المشعل؟
بوقرة وزياني قادران على حمل المشعل وأعتقد بأنهما لاعبان يملكان من الإمكانيات والذكاء ما يجعلهما قائدين حقيقيين.
البعض يشبهك بغوارديولا بما أنك قد تفوز بأول لقب في حياتك التدريبية وفي أول موسم تشرف عليه على فريق محترف.. فماذا تقول؟
غوارديولا
لاعب كبير وصار الآن مدربا كبيرا، لكنه انهزم في وفاق سطيف (يضحك)..حلم أي
مدرب أن يحذو حذوه لكنني مازلت في أول مسيرتي وعلي أن أضاعف من عملي، كما
أنني لم أفز بعد بأي لقب.
لكن ناديك لخويا على عتبة التتويج بأول لقب وتفصلكم 3 نقاط عن درع الدوري القطري؟
تفصلنا
ثماني نقاط على نادي العربي وتنتظرنا أربع مباريات، وحسابيا لم نفز بعد
باللقب وعلينا أن ننتظر إلى غاية تحقيق الفوز النهائي للحديث عن هذا، خاصة
وأن هناك أمور كثيرة قد تقف حجرة عثرة في طريقنا نحو تحقيق حلمنا.
وما هي هذه الأمور؟
في
الآونة الأخيرة الجميع لاحظ تعامل الحكام معنا، فلقد صاروا يمطروننا
بالبطاقات الصفراء والحمراء، وحتى أنا لم أسلم من الأمر وعوقبت بمبارتين
وغرامة بـ20 ألف ريال (5500 دولار) لا لشيء سوى أني غضبت على لاعب من
فريقي تم طرده ولم أحتج على قرار الحكم، وعليه فأعتقد بأن هناك من يزعجه
فوزنا باللقب وهذا أمر محير..كيف تريدنا أن نلعب، هل أبقى دائما أطلب من
اللاعبين الحذر والبقاء في مناصبهم دون لعب تفاديا للبطاقات، ثم أنا أول
من يؤنب لاعبيه عند الخطأ .