قبل عشر سنوات فقط ، كانت القارة الأوروبية مسيطرة بشكل كبير على
سباقات سيارات فورمولا-1 حيث كانت حلبات السباق الأوروبية تستضيف 11 من 17
سباقا في البطولة.
ولكن إعلانات التبغ لم تكن أيضا مشكلة في أوروبا خلال هذه الفترة فكانت
هناك فرق تحمل أسماء مشتقة من منتجات التبغ مثل فرق "مايلد سيفن بينيتون"
و"لاكي سترايك بار هوندا" و"بي آند إتش جوردان هوندا".
ومع ظهور المطالب بمنع إعلانات التبغ ، أدرك البريطاني بيرني إكليستون
رئيس الرابطة المنظمة لبطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا-1 أنه قد
يحتاج إلى نشر السباقات في أماكن أخرى خارج أوروبا بل وأن يستبدل بعض
السباقات الأوروبية التي ستخرج بالطبع من فعاليات البطولة بسبب منع
إعلانات التبغ.
وفي 2004 ، امتد سباقات فورمولا-1 إلى مضمارين جديدين في البحرين والصين.
وبعدها بأربع سنوات أخرى ، استضافت سنغافورة أحد سباقات البطولة. وفي 2009
، أقيم أول سباق في أبو ظبي بالإمارات.
كما استضافت كوريا الجنوبية في العام الماضي أحد سباقات البطولة للمرة
الأولى في التاريخ بينما يشهد الموسم الجديد في العام الحالي استضافة
الهند أحد سباقات البطولة للمرة الأولى في التاريخ.
بينما ألغي السباق البحريني الذي كان مقررا في افتتاح فعاليات البطولة
بسبب الاضطرابات التي شهدتها المملكة في الأسابيع القليلة الماضية. وقد
يتقرر إقامة السباق في وقت لاحق من الموسم الحالي.
وأشار إكليستون /80 عاما/ إلى الأسباب التي دفعته بالاتجاه شرقا فيما
يتعلق بالسباقات الجديدة حيث صرح إلى هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي)
مؤخرا بقوله "كنت أرى دائما ضرورة التوجه شرقا.. عندما بدأنا قبل 20 عاما
، فكرت فيما سيصل إليه العالم وأن أوروبا لم تعد كما كانت على أي حال أو
شكل".
ولم تخل خطط إكليستون لنشر سباقات فورمولا في أماكن جديدة من
الديكتاتورية. ولذلك ، نالت هذه الخطط انتقادات عنيفة من المسئولين عن
حلبات سباق عتيقة مثل مونزا في إيطاليا وسيلفرستون في بريطانيا وسبا في
بلجيكا.
كما تعرض إكليستون لاتهامات من بعض المشجعين بإهمال حلبات السباق
الأوروبية التقليدية لصالح حلبات تمولها الحكومات في بلدان الشرق التي
تفتقد لتاريخ وتراث فورمولا-1 .
ورغم ذلك ، يبدو إكليستون حريصا على الاستمرار في نشر ومد سباقات
فورمولا-1 إلى مناطق جديدة في ظل استمرار الرعاة وقنوات التلفزيون في ضخ
استثمارات بالملايين في هذه البطولة وهو ما يمثل أخبار جيدة للشرق وسيئة
لأوروبا.