حجاج من كل فجّ.. والكل مجنّد قبل 24 ساعة من الموعد
بدأ
العد التنازلي للمواجهة الهامة التي تنتظر التشكيلة الوطنية بملعب 19 ماي
بعنابة أمام نظيره المغربي لحساب الجولة الثالثة من تصفيات أمم إفريقيا
المقررة بالغابون وغينيا الإستوائية، حيث لم يعد يفصلنا عنها سوى 24 ساعة
فقط، ورغم الأحداث الدراماتيكية التي شهدتها مدينة عنابة في الأيام
الأخيرة خاصة أثناء عملية بيع التذاكر، إلا أن ذلك لم يمنع عشاق ''الخضر''
من التوافد بقوة على مدينة عنابة، للتعبير عن مساندتهم المطلقة لمحاربي
الصحراء،
أين
وعدوا بالوقوف إلى جانب أشبال بن شيخة والحضور بأعداد هائلة سيما الفئة
التي حالفها الحظ وتحصلت على تذكرة المباراة، وبالنظر إلى قيمة هذا الموعد
والرهان الذي ينتظر رفقاء زياني خلال 24 ساعة المقبلة فإن قوافل الأنصار
شرعت في وقت مبكر في الإعداد للتنقل إلى مدينة عنابة التي تعرف هذه الأيام
حركة غير عادية، فالمدينة أضحت مزينة بالأبيض والأخضر الأحمر، والأعلام
الوطنية في كل أحياء عنابة، فضلا عن صور المنتخب الوطني الجزائري المعلقة
في كل ''زنڤة''، مع ترديد الأنصار للأغاني التي تمجد محاربي الصحراء، وهو
ما أعطى نكهة خاصة لهذا الحدث.
الأنصار يصنعون الفرجة في الشوارع وحركة غير طبيعية في معاقل ''بونة''
وأمام
أهمية الحدث الذي ستعيشه مدينة عنابة قبل 24 ساعة فقط، فإن الأنصار الذين
توافدوا على مدينة بونة، بدأوا في التحضير لهذا العرس منذ عدة أيام، بدليل
أن الجميع أضحى لا يعرف معنى النوم في الآونة الأخيرة، وهذا من خلال
الحماس الذي يطغى على مختلف شوارع عنابة والفرجة التي يصنعونها والتي لم
تقتصر على فئة الشباب فقط، بل الأمر امتد حتى إلى العنصر النسوي والشيوخ
الذين تجاوبوا كثيرا مع هذا الحدث، بدليل أن هؤلاء استعملوا منبهات
سياراتهم كأبسط تعبير عن فرحتهم باحتضان المدينة لمباراة للمنتخب الوطني.
48 ولاية في عنابة.. والكل يريد تشجيع ''الخضر'' حتى ولو بدون تذكرة
الزائر
لمدينة عنابة هذه الأيام يُخيل له أننا في موسم الإصطياف، فالمدينة تعرف
تواجد مناصرين من جميع ربوع الوطن، من جنوبه إلى شماله، ومن شرقه إلى
غربه، والدليل هو السيارات والحافلات التي تجوب شوارع ومدن ''بونة''،
والتي تحمل أرقام جميع الولايات، من 1 إلى 48 ولم يقتصر الحضور على أنصار
عنابة أو الولايات المجاورة لها، في صورة أعادت للأذهان تلك الأيام
الجميلة التي عاشها الجزائريون لما كان المنتخب يمر بأزهى فترة أثناء
التصفيات الفارطة المؤهلة لمونديال جنوب إفريقيا، وهو ما يؤكد الروح
الوطنية لدى الجزائريين رغم أن منتخبهم عرف بعض الهزات لما تعثر في أولى
مبارتين له في هذه التصفيات، أمام تنزانيا وإفريقيا الوسطى.
أعلام ورايات عملاقة أنجزها الأنصار خصيصا لهذا الموعد
وكالعادة،
فإن الأنصار لا يفوّتون فرصة تواجد ''الخضر'' دون أن يحضّروا ما يليق
لتشجيعهم ومؤازراتهم، سيما عندما يتعلق الأمر بهذه الرهانات الهامة
والمواعيد الكبيرة، فمن خلال معاينتنا للعديد من معاقل مدينة عنابة أصبح
كل شيء بالأبيض والأخضر والأحمر، حيث لم يتوان عشاق ''الخضر'' في استغلال
هذا الحدث لوضع أعلام خاصة تماشيا مع هذا الموعد سيما اللافتات والرايات
الطويلة التي أضحت من اختصاص أنصارنا في كل مرة يكون فيها المنتخب طرفا
فيها.
لا حديث وسط الأنصار سوى عن الفوز
بالرغم
من أن أغلبية الأنصار في الآونة الأخيرة أضحى اهتمامهم مركزا فقط على
كيفية الحصول على تذكرة المباراة و''مصاريف'' التنقل إلى عنابة، إلا أن ما
لمسناه خلال تواجدنا بمعاقل المدينة، أن آراء جميع الأنصار لم تختلف تماما
طالما أن كلامهم يصب كله في خانة واحدة، وهو الفوز وكيفية الظفر بالنقاط
الثلاث أمام المنتخب المغربي، باعتبارهم لا يريدون أن يذهب تعبهم أدراج
الرياح سيما أن الأغلبية منهم لم يعرفوا النوم والأكل في الأيام الفارطة،
والأكثر من ذلك فإن البعض من عشاق ''الخضر'' خاطر بحياته سيما في الأحداث
التي عرفتها عملية بيع التذاكر الأربعاء الفارط، لأن كل شيء يهون من أجل
مصلحة المنتخب الجزائري، على حد قولهم.
''الفيميجان'' بقوة رغم التحذيرات.. والمطلوب مصلحة المنتخب الوطني
بالرغم من الإحتياطات والمجهودات التي
قامت بها ''الفاف'' وكافة السلطات المحلية لتحسيس الأنصار بخطورة استعمال
الألعاب النارية يوم المباراة أمام المنتخب المغربي، إلا أن الواقع يؤكد
أن الأنصار لن يأخذوا بها اطلاقا وبدوا غير مكترثين بما يقال، بدليل أن
الأغلبية من الجماهير تبيع الألعاب النارية علنا في مختلف أحياء عنابة،
وهناك الكثير من الأنصار من جلبها معهم، وهو ما يجب التحذير منه، لأن
الأمر يتعلق بمصلحة المنتخب الوطني، خاصة أن ''الفيمجان'' ممنوع من قبل
''الكاف'' و''الفيفا''، وأي استعمال له أو إخلال بالأمور التنظيمية قد
يهدد ''الخضر'' بحرمانهم من نقاط المواجهة حتى ولو فازوا بها، وبالتالي
خروجهم المبكر من سباق التأهل إلى نهائيات 2012 وهو ما لا يتمناه المحبون
الحقيقيون للمنتخب، خاصة أن الأمر قد يتجاوز عمل السلطات الأمنية وقوات
مكافحة الشغب الذين يعجزون في كل مرة من الحد من هذه الظاهرة بالرغم من
المراقبة التي تفرضها عليهم في نقاط التفتيش قبل دخولهم الملعب.