في مساء الامس ..
عندما ذهبت للغداء ..
كانت هناك عذراء ..
تقبع بجانب المطعم الفاخر ..
وخيوط الشمس تداعب خدها .. كأنها طفلة في أول العمر ..
وردية الخدين .. وشعرها ..
كأنه شلال ماء انسل من قمم الشموخ الذي تتصف به ..
هناك .. بالامس .. كانت .. وتواجدت ..
كنت جالس على كرسي يقابلها ..
وعيني على هاتفي اقراء رسائل الذكريات التي احتفظ بها ..
فجأه ..
رفعت رأسي كي ارى المكان والحضور ..
وقعت عيني بعينها ..
كانت ثواني ليس إلا ..
لكنها .. كان لها وقع كبيرا علي ..
أومأت برأسها تسأل من انت من تكون ..
وفي عينها حديث يجبر العقل على الذهول ..
وفي داخلي قلب يخفق بالجنون ..
اي فتاة انتي من اثارة القلب الساكن المكبوت خلف جدار الصمت ..
...
اعدت نفسي الى نفس الموضع السابق ..
وعيني على هاتفي ..
متجاهلا تلك الرسائل الصامته من عينيها ..
محاولا اغماض عيناي لكن كلما اغمضتهما اراها امامي ..
لم اعد اقوى على التجاهل ..
فعادوت النظر الى عيناها ..
استمع الى حديثها ..
فقالت تردد في تلك اللحظه :
بعيناك سعد غريب
,, ولربما هو السر العظيم ,,
عندما أنظر أليهما أشعر وكأنني أقف أمام بحر عميق ,,
فهناك شيئا ما لم استطع ادراكه حتى الان
,, أشعر بصراع دائم ,,
لا اعلم هل هو صراع بين ما تكنه في قلبك وما يحكمه عليك عقلك
او صراع التغلب على كبريائك
,, فتلاطم الامواج بعينيك يعلن صرخة العصيان ,,
ولربما كنت الفارس اللعين ,,
ولكن مع عقدة خجلي لم ارى سوى مجهول يختفي خلف جدار الصمت ..
فأخترت الانهزام ..
والانسحاب ..
مدخل .... ,,,,
((( رغم اني تجاهلتك إلا انك اصررتي على معرفة المزيد )))
– فأنا لست سوى بحر من المجهول في عالم الواقع ------
...
(عوده – هروب – انسحاب )
عدت الى واقعي ..
وانا اعاتب عيناي ..
لم كنتما صريحتان ..
أولم يكن الاختفاء خلف المجهول افضل مما تصارحان به ..
فكان للصمت نصيب ..
وللهروب اختيار افضل ..
لم يعد البقاء في المكان مناسب ..
فقررت الهروب ..
وانسحب بهدوء ..
اخذت هاتفي .. وكتابي ..
وتراجعت دون اي ضجة كانت ..
كانت لحظات .. كنت هناك ,,
وفي لحظات اختفيت خلف الضباب دون رجعه ..
فأنطلقت بسيارتي ..
محاولا نسيان ما حدث ..
البقاء خلف المجهول افضل حالا من البقاء بين الواقع الكاذب ..