هاجر اهلي الي البرازيل وهاجرت معهم بعض التقاليد
القديمه, اذ ليس للمرأة رأي في الزواج ولا في اختيار
الرجل الذي تريد الزواج منه.
عندما بلغت العشرين من عمري تقدم رجل يبلغ السبعين
من عمره ليتزوجني ..
طار عقلي وكدت اجن, عندمااصر اهلي على ضرورة زواجي
منه لانه غني . كنا نحن عائله فقيره الحال لان والدي
لم يتوفق في عمله على الرغم من محاولاته المستمره
لتحسين اوضاعنا . فقد اصيب بالغرغرينه في قدمه واضطر
الاطباء الى بتر ساقه, ممازاد الامور تعقيداً , فلم يعد قادراً
على مزاولة اعمال كثيره بعد بتر ساقه..
الرجل الغني عرض مهراً مغرياً مما دفع بأهلي الي ممارسة
الضغوط علي للزواج منه, وتم هذا الزواج بعد ان رضخت
للأمر والواقع لمساعدة اهلي الفقراء..
منذ اليوم الاول لزواجنا لم اكن اطيق هذا الزوج العجوز
واول مافكرت به هو ضرورة عدم انجابي لاي طفل منه.
في البدايه بدأت بشراء حبوب منع الحمل وتناولهاسراً, لكن تناولي لهذه الحبوب ثلاث اعوام كامله زاد من وزني
وعصبيتي لان حبوب منع الحمل في السابق لم تكن جيده
كما هي الان , كذالك لم تتوفر في ذلك الوقت سبل اخرى
لمنع الحمل.
لم يبقى امامي سوى شئ واحد وهو استئصال رحمي نهائياً
والتخلص من كل هذا العناء النفسي ..
طبعا لم اخبر زوجي بذالك لانه كان سيقتلني , فهو يحب
الاولاد كثيراً وكان يتذمر على الرغم من كبر سنه لاني
لااحمل منه. بدأت ابحث عن طبيب لاجراء عملية استئصال
رحمي لكن الفحوص التي كانوا يجرونها علي اظهرت دوماً بان
رحمي سليم وليس هناك حاجه لاستئصاله...
وسار الامر على هذا المنوال عامين وكنت قد اصبحت في
الخامسة والعشرين من عمري . وفي النهاية نصحتني
احدى صديقاتي بأن هناك طبيباً نسائياً يجري عمليات
اجهاض للنساء مقابل المال وطلبت مني ان اعرض عليه
مغرياً لعله يقبل بأجراء عملية استئصال الرحم لي ..
وبالفعل ذهبت اليه وعرضت عليه في ذالك الوقت مبلغ
سبعة الاف دولار كنت قد جمعتها من اموال زوجي التي
لم تكن النيران قادرة على اكلها لكثرتها..
لرفض الطبيب في البدايه بقولة: ان هذه العمليه خطيره
وتختلف عن عمليات الاجهاض , لكني ترردت كثيراً عليه
ورجوته الى ان وافق علي اجراء عملية الاستئصال.
كان زوجي يعمل في تجارة جوز الهند التي تشتهر بها
البرازيل وكان يسافر كثيراً بسبب عمله. انتظرت الي ان
جاءته سفرة طويله لمدة شهر الي السواحل الشماليه
الشرقيه من البرازيل فانتهزت الفرصة وذهبت الي الطبيب
واجريت العمليه وتم استئصال رحمي !!!
فزوجي من ذالك الرجل جعلني اكره الرجال جميعاً وقررت
حتى اذا توفى زوجي او حدث له مكروه فأني لن اتزوج ابداً
ولن انجب الاولاد من اي رجل . وهذه القناعه هي التي
حملتني الى اتخاذ هذا القرار الذي اعترف بأنه غريب جداً
ولايمكن لامرأه ان تتخذه..
عندما عاد زوجي كنت قد تعافيت تماماً من العمليه ولكني
قلقه على آثار العمليه الجراحيه في بطني . وبالفعل سالني
في احدى المرات عن الندبه في بطني فجاوبته بانها عمليه
استئصال الزائده الدوديه,, اجريتها عندما كان في رحلة العمل
فصدقني دون اسئلة اخرى علماً بأن آثارعملية استئصال
الرحم اكبر بكثير من آثار استئصال الزائده الدوديه..
بعد هذه العملية شعرت بنوع من الامان اني لن انجب اولاد
لهذا الزوج الذي اكرهه..
واعترف اني لم اشعر بالندم على الاطلاق , علماً بان زوجي
العجوز توفي بعد خمس سنوات من اجرائي للعمليه
وكنت مازلت في الثلاثين من عمري
لم افكر مطلقاً بالزواج بعد رحيله , فقد ترك لي اموالاً طائله
وتوصلت الي قناعه انه يمكنني ويمكن لاي امراه التمتع
بالحياة بلا رجل .
وانا الان ابلغ الخامسه والستين من عمري , وتوفي والدي
وان البنت الوحيده لهما ولايهمني ان عرفني احد اولا ..
واردت البوح بهذا السر لاني لااستطيع كبته الي الابد واريد
ان اقول ان الزواج من الرجل الغير مناسب وعدم توفر الحب
في الزواج وعدم التكافؤ في الزواج امور تقتل العواطف
والاحاسيس والموت اهون من العيش مع من تكره....