سذاجة العرب
أشكوك أمَّتنا أم أشكوا لك الجانــــــي ** أم ابكي وأنعي هِمَّتي وزمـــــــاني
ماذا أتيتِ فشعبكِ الآن منتحــــــــــــر ** وهمُّهُ اليوم بالأوطان أبكانــــــي
ماذا جنيتِ أم أن شعبكِ مَنْ جنـــــــى ** فباع عِزَّتَهُ بأبخس الأثمــــــــــــان
هل من غباكِ الآن أغدوا شاكيـــــــــا ** وأحاورُ حُرقة المهموم والحيــران
أم اغدوا قُدُمًا وفي نظري رمـــــــــادٌ ** ليحجبَ عنّي حقائق الأزمـــــــــان
أم اغدوا باكيا لأرثيك شعبــــــــــــي ** لأزيح عن ناظريك الأمــــــــــــاني
ماذا فعلت شَعبَنا إنك تائـِــــــــــــــــهٌ ** ومُطبِّق لوساوس الشيطــــــــــــان
شيطانُ إنسٍ أنْكَرَتْهُ جزائــــــــــــــرٌ ** فأرادها جمرا على الميــــــــــــدان
كسَبَتْ يداهُ مآثـــــــــــــــما ومجازرا ** قتل الشيوخ وضحّى بالصبيــــــان
ملأ الجبال مذابحا ومظالمــــــــــــــا ** هتك العروض تمادى في العصيان
مدَّتْ يداهُ إلى البراءة شَرَّهـــــــــــــا ** وتعقبت جنود الجيش والشجعــــان
وأعادها في مصرَ علَّهُ يرتضـــــــي ** وأقام حربا بين طائفتــــــــــــــــان
فذاك قبطِيٌ تريدُ الحُكْمَ أُسْرَتــــــــــهُ ** تريدها على دين المسيح تعانـــــي
وذاك إخواني يريد الكرسي معتليــــا ** فوق الرؤوس ليحكم الفئتــــــــــان
تلك أحزاب الضلالة بشَّـــــــــــــرَتْ ** بقدوم حربِ العَرشِ والسلطــــــان
هَلكتْ بلادُ الشامِ من جَرّائـِــــــــــــهِ ** وتحاملت دولٌ على لبنــــــــــــــان
مِنْ حِزْبِ مَكرٍ خائنٍ ومخـــــــــادع ** ليهود ظلمٍ خلفهم إيرانــــــــــــــي
جرّوا إليهِ سلاحَهُم وجحيمَهُـــــــــــم ** في الحرب والميدان يلتقيــــــــــان
زعموا على بغدادَ أنهُ ظالــــــــــــــم ** شنقوه يوم العيد والغفــــــــــــران
تركوا خراب الدهر في طرقاتـــــــه ** جُثث هنا وهناك تهانــــــــــــــــي
فرح الرّوافِضُ هذا يوم نُصرَتِهِـــــم ** رفعوا شعار الإفك والبهتـــــــــان
لم يكفهم ما فعلوا أهذا جزاؤنــــــــا؟ ** أم أننا في الدين مختلفــــــــــــــان
يا أمَمَ الخوارج منكم شَرُّكُــــــــــــــم ** وعليكم سوف يُرَدُّ بالخـــــــذلان
بِئسَ العقيدةُ أنتم يا مَن زَعْمُكُــــــــــم ** رَفْعُ راياتٍ من القــــــــــــــــرآن
يا من تغنَّى بالجهاد وسَيفُـــــــــــــــهُ ** فوق الرِّقابِ يفيضُ بالأضغـــــان
يا مَن تُزَعْزِعُ أَمْنَنَا بشُعوبنـَـــــــــــا ** هلاَّ ترَكْتَ أماننا بأمــــــــــــــــان
ألم تتساءلِ العربُ لماذا بلادُهُـــــــــم ** حرصت على الإخماد للنيــــران
هل إنكوى من أشعل النيران بجمرها ** وتذوّقَ مُرَّ اليُتمِ والحرمـــــــــان
هل نُكِّلتْ جُثثُ الذين ابتغــــــــــــــوا ** فِتنَ الزمان وفُرقةَ الإخــــــــوان
هلاَّ رَأوا ما كَسَبَتْ يداهم مثلمـــــــــا ** كسبت أيادي الغدر والعــــــدوان
قالوا النِّظام ظلوم واعتــــــــــــــــدوا ** وهمُ والحلفُ مُتفقـــــــــــــــــــان
جرُّوا إلى ليبية كلَّ مُصيبـَـــــــــــــة ** ليقسِّموا ثرواتها بتفـــــــــــــــــانٍ
ضربوا على وتر القبائل إنكــــــــــم ** في الضر والخيرات تجتمعـــــان
ماذا جنيتم بعد قتل عقيدكـــــــــــــــم ** أعاد عليكم بالخير والإحســـــان؟
ماذا جنيتم غيرَ خرابِ بلادكــــــــــم ** والحلف والثوار يقتتـــــــــــــلان
يا أغبى شعبٍ في الخليقة كلهـــــــــا ** شعبُ العروبة هَمُّهُ أخزانــــــــي
يا أغبى شعبٍ حَرَّكَتكَ عواطفــــــــا ** هلا اتعضت بِفُرقةِ الســـــــــودان
فصلوا شمَالهُ عن جنوبه عُنـــــــــوة ** يا ليت شعري يلتقي النيـــــــــلان
ضَرَبَت على أوتارك دولُ العِـــــــدا ** وداست عليكَ جحافلُ الطغيــــان
بِعنا الكرامة لليهود وحلمنــــــــــــــا ** بالحلف منقوش على الجــــدران
أين المعارضة حين يصيح المدفــــع ** ويعود رشَّاشٌ من النسيــــــــــان
أين الكلابُ الذين حرَّضوا وابتغَـــواْ ** وجه الكراسي وزُخرُفَ الألــوان
الآن تعلوا رؤوسَهُم ليصارعــــــــوا ** عنها الغريم بكل مكـــــــــــــــان