قرر سكان عرش آث جناد الخروج في مسيرة شعبية حاشدة بمدينة فريحة هذا الأسبوع، للتنديد بالعمليات الإرهابية وبظاهرة الاختطافات التي تستهدف منطقة القبائل، وكذا للمطالبة بإطلاق سراح المقاول المختطف المدعو سليمانة عمر (33 سنة) المنحدر من قرية إمخلاف ببلدية أغريب· ووجه السكان نداء لسكان ولاية تيزي وزو لمساندتهم في هذه المسيرة لرفع التحدي والوقوف في وجه الإرهابيين، متوعدين الإرهابيين بالانتقام ومطاردتهم بالسلاح بعد وفاة ابن بلدتهم المصاب، صبيحة أمس، بعيادة خاصة· وستشيع جنازته اليوم بمسقط رأسه بقرية إمخلاف·
لم يهضم سكان عرش آث جناد العملية الإرهابية التي نفذتها الجماعة السفلية للدعوة والقتال منذ أسبوع -تقريبا- بالمكان المسمى ''بوهلالو'' ببلدية أغريب، حيث اختطف المقاول الشاب سليمانة عمر وإصابة ابن عمه سليمانة حيدوش (50 سنة) الذي لفظ أنفاسه متأثرا بجروحه، فقد أثارت وفاة هذا الأخير سخط وتذمر سكان المنطقة· وقصد الرد على هذه الجريمة، جنّد عرش آث جناد أنفسهم بقوة للثأر وتحرير الرهينة من قبضة الإرهابيين، دون دفع فدية·
فبعد الخروج إلى الغابات المحاذية للبحث عن المختطف ثم الوقفة التضامنية الكبيرة يوم عيد الأضحى مع عائلة الضحية، قرروا الخروج في مسيرة شعبية حاشدة بمدينة فريحة هذا الأسبوع، تنطلق من الملعب البلدي مرورا من الشارع الرئيسي وصولا إلى مقر البلدية والاعتصام أمامه للتنديد بما أسموه ''العمليات الإرهابية الاستفزازية والمشينة'' المتمثلة في عمليات الخطف التي تستهدف سكان منطقة القبائل، وهي المسيرة التي برمجت اليوم، لكن خلية الأزمة أجلتها قصد التفرغ لتشييع جنازة الفقيد· كما دعوا سكان تيزي وزو، في بيان وزع بكل مناطق الولاية، لمساندتهم في هذه القضية ورفع التحدي مرة أخرى أمام الجماعات السلفية الدموية التي تريد مواجهة الأزمة المالية التي عصفت بالتنظيم الإرهابي عن طريق أموال الفدية التي يجمعونها من منطقة القبائل· وحسب ما علمته ''الجزائر نيوز'' من مصادر مقربة من عائلة المختطف، فإن قرار هذه المسيرة تمخض عن الاجتماع الذي عقدته، مساء أول أمس، خلية الأزمة التي نصبت خصيصا لمتابعة هذه القضية، الذي حضره ممثلو القرى والبلديات التابعة لآث جناد الذي يضم كل من بلديات أغريب وفريحة وتيميزار، واتفقوا على دحر الإرهابيين· وجاء في البيان إنذار شديد اللهجة موجه للجماعة المختطفة يهددونها بالخيار بين إطلاق سراح المختطف سليما قبل التحول إلى ما لا تحمد عقباه· وقرروا الذهاب بعيدا في هذه القضية مهما كلفهم الأمر· كما دعت خلية الأزمة في بيانها إلى شن كل من بلدية فريحة وأغريب وثيميزار إضرابا عاما عن العمل في نفس يوم المسيرة، وسيمس كل المجالات بما فيها الحركة التجارية والخدماتية في القطاعين الخاص والعمومي· وما ميز هذه الهبة الشعبية عن سابقتها هو ذلك التنظيم المحكم والتجنيد القوي لسكان عرش آث جناد، حيث سيتم ولأول مرة منذ بداية الهبات الشعبية بتيزي وزو المنددة بعمليات الاختطاف توفير النقل مجانا من مختلف مناطق تيزي وزو إلى مدينة فريحة ذهابا وإيابا لنقل أكبر عدد من المتظاهرين· يذكر أنه لم يمر سوى خمسة أشهر عن الهبة الشعبية التي فجرها سكان عرش آث جناد في جويلية المنصرم، التي أسفرت عن تحرير المقاول ''إبارار الوناس'' دون دفع فدية ليجدوا أنفسهم أمام تحد آخر·