في عام 2005 كانت موسكو أول مدينة يتم إقصاؤها في سنغافورة خلال عملية التصويت لاستضافة دورة الألعاب عام 2012 . تعلم الرئيس الروسي انذاك، فلاديمير بوتين، الدرس، ومنذ ذلك الحين لم يعد يخطيء التصويب.
قلب الرجل الذي بات يشغل الآن منصب رئيس وزراء بلاده، الطاولة أول أمس الأربعاء عندما أعلن أنه لن يسافر الخميس إلى زيوريخ لحضور مراسم اختيار البلد المضيف لمونديال 2018 . وتسبب إعلانه في خروج العديد من التأويلات ، لكنه وفي نهاية المطاف كان القرار: روسيا تنظم النهائيات العالمية الاكبر للمرة الأولى في تاريخها.
قبل ثلاثة أعوام ، في مدينة جواتيمالا العاصمة ، اعتبر حضور بوتين الجمعية العمومية للجنة الأوليمبية الدولية أمرا بارزا وحيويا لاختيار منتجع سوتشي ، الصيفي القريب من البحر الاسود ، لتنظيم دورة الألعاب الشتوية عام 2014 .
والآن ، عاد "الزعيم" إلى اختيار القرار الأصوب بغيابه، حيث قال بوتين في موسكو قبل يوم من عملية التصويت أمس "أفضل عدم السفر من أجل الفيفا ، من أجل منحه إمكانية الاختيار بموضوعية ، وهدوء، دون أية ضغوط".
وفي توقيت يقع فيه الاتحاد الدولي لكرة القدم تحت عدسة النقد بسبب اتهامات بالفساد ، صور بوتين نفسه أمام الأعضاء ال22 للجنة التنفيذية للفيفا ، على أنه المدافع الأول عنهم.
وقال بوتين "خلال الآونة الأخيرة ، تابعنا بقلق كبير حملة جلية تضع تستهدف أعضاء الفيفا. إنها تعرض بهم وتسيء إليهم".
كذلك ، أشاد رئيس الاتحاد الأسباني لكرة القدم ونائب رئيس الفيفا أنخل ماريا فيار ، بنزاهة زملائه في الاتحاد الدولي خلال العرض النهائي للملف الأيبيري ، المنافس الأول للروس.
لكن ربما جاء ذلك متأخرا بعض الشيء. فالرجل الأقوى في روسيا منذ وصوله إلى كرسي الرئاسة عام 1999 ، فاز أيضا على نظيره البريطاني ديفيد كاميرون حديث العهد بمنصب رئيس الوزراء ، الذي لم تنفعه في شيء الأيام الثلاثة التي قضاها في سويسرا. وخرجت إنجلترا من الجولة الأولى للتصويت بعد أن حصلت على صوتين فقط.
ويبدو أن بوتين يعرف تماما كيف تمضي الأمور داخل المنظمات الدولية الخاصة الكبرى.
فقد ذكر أحد الأعضاء من أصحاب الثقل في الوفد الروسي ، كان خاض من قبل صراع الفوز بتنظيم دورة سوتشي ، لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) وقد ارتسمت على وجه ابتسامة عريضة "كان الأمر سهلا".
أكد بوتين أمس في موسكو ، قبل أن يستقل الطائرة إلى زيوريخ ليشكر أعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا: "تعرف روسيا كرة القدم، وتعشقها".
أكد بوتين أن القرار يتعلق بفلسفة الفيفا في البحث عن تطوير كرة القدم في أنحاء العالم ، ووعد بمونديال "على أعلى مستوى".
ونقلت عنه وكالة أنباء "إنترفاكس" الروسية القول "سنقوم بكل ما هو ممكن لتحقيق ذلك".