أكد كل من شو كوانغ ري المدير الفني للمنتخب الكوري الجنوبي وأفشين قطبي مدرب المنتخب الإيراني أن مباراة المنتخبين المرتقبة والتي ستقام غداً، هي مواجهة بالغة الصعوبة وأنها تعد نهائي مبكر بين منتخبين من أقوى المنتخبات المشاركة في البطولة.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد قبل مواجهة كوريا الجنوبية وإيران المرتقبة والتي ستقام غداً السبت على إستاد سحيم بن حمد في نادي قطر ضمن الدور ربع النهائي من بطولة كأس الأمم الآسيوية التي تستضيفها قطر حالياً حتى التاسع والعشرين من كانون الثاني – يناير الجاري.
كوانغ ري يخشى من عنف الإيرانيين
في بداية حديثه قال شو كوانغ ري المدير الفني لمنتخب كوريا الجنوبية إن مباراة الغد صعبة بالتأكيد فنحن سنواجه منتخباً قوياً وهو الفريق الإيراني، وقد حللنا أدائه جيداً وهو فريق قوي ومنظم في أرض الملعب ويمتلك عناصر هجومية متميزة.
وأوضح كوانغ ري أن عمل قطبي كمدرب مساعد مع المنتخب الكوري في السابق لا يمثل أي خطورة ولا يعني بالتبعية أنه يعرف كل صغيرة وكبيرة عن أداء الفريق الكوري لأنه ببساطة فريق متطور باستمرار، ِأصبح يضم حالياً عدداً كبيراً من اللاعبين الجدد لذلك فسيجد قطبي صعوبة كبيرة في متابعة الفريق.
وحول قوة المنتخب الإيراني خاصة أنه منتخب سدد 11 تسديدة على المرمى وأحرز ستة أهداف قال كوانغ ري إنه لا يخشى المنتخب الفارسي لأنه يملك فريق قوي تألق في كأس العالم الماضية وتأهل إلى ثمن النهائي لذلك فالمنتخب الإيراني "هو من يجب أن يخشى فريقنا وأن يعمل لنا ألف حساب".
وأوضح المدرب الكوري أن الفريق الإيراني يشبه إلى حد كبير منتخب استراليا الذي واجهه المنتخب الكوري في الدور الأول من حيث السرعة والقوة والانقضاض والاندفاع البدني إلا أن منتخب إيران يرتكب الكثير من الأخطاء لإعاقة لاعبي الخصم عن تنفيذ واجباتهم الهجومية معترفاً في الوقت ذاته أن العنف والالتحامات القوية هو ما يخشاه في مواجهة الغد.
وأعرب كوانغ ري عن سعادته الكبيرة بالحضور الكبير لمواطنيه لمتابعة مباريات المنتخب الكوري مؤكداً أنه يسعى جاهداً مع اللاعبين إلى الفوز باللقب في النهاية لثالث مرة في تاريخ البطولة لإسعاد الشعب الكوري الجنوبي بشكل عام والجماهير الكورية التي تحرص على الحضور إلى المباريات على وجه الخصوص.
وعاد مدرب منتخب كوريا الجنوبية مرة أخرى للحديث عن المنتخب الإيراني موضحاً أنه تابعه جيداً في المباريات السابقة ويدرك تماماً أن جزءاً كبيراً من خطته تعتمد على الضغط على لاعبي الخصم في كل مساحات الملعب مع ارتكاب الكثير من الأخطاء التكتيكية لإفساد الهجمات على مرماه وهو عمل بشكل كبير مع لاعبيه لإفساد هذه الخطط الإيرانية، وإيقاف مفعولها في المواجهة القادمة.
وفي سؤال هام عن عدم قدرة المنتخب الكوري في التفوق على نظيره الإيراني في السنوات الخمس الماضية "تقابل المنتخبان في السابق 19 مرة طوال تاريخهما فازت إيران في 8 مواجهات وفازت كوريا الجنوبية في خمس مواجهات وتعادل المنتخبان في ست مواجهات"، أكد المدرب الكوري أن الأمور مختلفة تماماً الآن فالمنتخب الكوري كان في مرحلة البناء والتطوير في السنوات الماضية أما الآن فقد نضج الفريق بشكل جيد وأصبح يمتلك الكثير من الخبرة وعلى الرغم من قوة وتفوق المنتخب الإيراني في البطولة الحالية إلا أنه يعتقد من وجهة نظره أن المنتخب الكوري يمتلك كل مقومات التفوق ويستطيع أن يحسم مواجهة الغد لصالحه.
وتطرق المدرب الكوري للحديث عن النواحي الدفاعية في فريقه خاصة أن المنتخب الكوري تلقى أهدافاً في جميع المباريات التي خاضها في الدور الأول، موضحاً أن المنتخب الكوري الجنوبي يمتلك خطاً دفاعياً قوياً بإمكانه أن يصمد أمام أقوى وأعتى منتخبات البطولة، معترفاً في الوقت ذاته أن الفريق يعاني في بعض الأوقات من الأخطاء الفردية التي تحدث بسبب محاولة بعض اللاعبين إبراز مهاراتهم وهو ما لن يحدث في مواجهة إيران لأنها لا تحتمل أي أخطاء.
وفي النهاية أكد مدرب كوريا الجنوبية عن ثقته الكاملة في التحكيم مؤكداً أن البطولة ممتازة من الناحية التحكيمية فالأخطاء حتى الآن قليلة جداً ورغم اعترافه بوجود بعض الأخطاء المؤثرة في بعض المباريات إلا أنه عاد وأكد ثقته الكاملة في أن الاتحاد الآسيوي سيوفر أفضل الحكام في المباريات المقبلة بداية من ربع النهائي.
قطبي: أعرف الكوريين جيداً
من جانبه أوضح أفشين قطبي المدير الفني للمنتخب الإيراني أن مباراة الغد ستثبت أنها نهائي مبكر بين قوتين كبيرتين في آسيا، مؤكداً أن منتخبه استعد بشكل جيد للقاء المرتقب، مطمئناً الجميع أن الحالة الصحية للفريق الآن على أفضل ما يكون خاصة بعد شفاء جميع اللاعبين من نزلات البرد التي تعرضوا لها.
وحول ما قاله مدرب كوريا الجنوبية عن لجوء المنتخب الإيراني إلى ارتكاب الأخطاء الكثيرة في وسط الملعب قال قطبي إن منتخبه يمتلك قوة بدنية كبيرة وهو يمارس الضغط على الخصم بشكل دائم أثناء المباراة لذلك فقد ترتكب بعض الأخطاء، وهو سيفعل كل ما بوسعه للفوز بالمباراة ولإيقاف خطورة وسرعة اللاعبين الكوريين.
وفي سؤال عن شعور قطبي وهو يواجه منتخب كوريا الجنوبية الذي عمل معه في السابق فأجاب قطبي قائلاً إنه يحب الشعب الكوري جداً ويكن كل الاحترام للمنتخب الكوري الجنوبي إلا انه في الوقت ذاته سيفعل كل ما بوسعه لقيادة إيران إلى نصف النهائي، مؤكداً أن اصطدام الفريقين في ربع النهائي جاء بسبب تقصير اللاعبين الكوريين فلو عملوا بجد أكبر في الدور الأول لتصدروا مجموعتهم ولما تلاقى المنتخبين في مباراة الغد.
وتطرق قطبي للحديث عن مباراته الماضية أمام الإمارات والتي أشرك فيها العديد من اللاعبين البدلاء، موضحاً أنه لا يمتلك صفاً ثانياً فكل اللاعبين هم "أساسيون" بالنسبة له وأي لاعب في الفريق يستطيع أن ينفذ جميع الواجبات بشكل جيد .. فقط ما يحكم اختياراته هو خطة اللعب التي يلجأ لها أمام المنتخبات الأخرى.
وتطرق المدرب الإيراني للحديث عن تصريح مدرب كوريا الجنوبية بأن المنتخب الفارسي سيلجأ للعنف ولإضاعة الوقت لإيقاف خطورة المنتخب الكوري، وابتسم قطبي قائلاً إنه يرى أن فريقه هو الأفضل ويلعب بانتظام ولا يترك مساحات للخصم للتحرك من خلالها، لذلك فالمنتخب الإيراني لا يحتاج إلى إضاعة الوقت أو ارتكاب الأخطاء بغية استخدام العنف لإيقاف الآخرين، لأنه ببساطه هو الأفضل وهو من سيلجأ للهجوم لحسم اللقاء فكيف يسعى الفريق للهجوم وتسجيل الأهداف ثم يقوم بإضاعة الوقت.
وسُئل قطبي عن أن الكوريين بالتأكيد يعرفون أسلوبه الكروي لأنه سبق وأن درب في كوريا فماذا سيفعل تجاه ذلك وهل سيلجأ لتغيير إستراتيجيته في اللقاء القادم، فأجاب المدرب الأميركي الجنسية الإيراني الأصل قائلاً : " لا يوجد أسرار في كرة القدم بشكل عام، فهناك كاميرات تسجل المباريات التي يتم تحليلها فيما بعد وكلانا يعرف الآخر، فأنا أعرف تقريباً نصف أعضاء المنتخب الكوري الجنوبي الحاليين وهي ميزة نفسية لصالحنا بالتأكيد سنحاول أن نستغلها جيداً في اللقاء القادم".
ووجه مدرب المنتخب الإيراني حديثه إلى الإعلام المحلي قالئلاً: " منذ عشرين شهراً وأنا أرى الإعلام الإيراني يهاجمنا وينتقدنا وأعتقد أنه حان الوقت الآن للحديث بشكل جيد على المنتخب الإيراني الذي لم يقصر أي من لاعبه حتى الآن، فمن جهة استطعنا أن نثبت أحقيتنا بالمنافسة على اللقب ومن جهة أخرى نحن المنتخب الوحيد في البطولة الذي حصل على العلامة الكاملة".
وأكد قطبي أنه في عام 2007 تقابل المنتخبان الكوري والإيراني في كأس آسيا وكان وقتها ضمن الجهاز التدريبي للمنتخب الكوري وعمل الفريقين بجد في اللقاء الذي انتهى بالتعادل فلعب المنتخبان ركلات جزاء، انتهت لصالح كوريا الجنوبية التي عادت وخسرت بالطريقة ذاتها أمام العراق، لذلك فلا أحد يتمنى أن يلعب ركلات ترجيح على الإطلاق وهو يسعى بشكل جدي لحسم المباراة في وقتها الأصلي أو الإضافي على أقصى تقدير مؤكداً في الوقت نفسه أنه في حالة اللجوء لركلات الترجيح فلن تكون مشكلة له لأنه يمتلك أحد أفضل الحراس في آسيا وهو الحارس سيد مهدي رحمتي البالغ من العمر 27 عاماً ولاعب سبهان أصفهان".
وقال قطبي إنه في حالة فوز منتخبه بهذا اللقب فسيكون نقطة تحول كبيرة وتاريخية للكرة الإيراني على الصعيد الفني كما أنه يتمنى الفوز بالبطولة على الصعيد الشخصي لأنه يسعى بكل قوته لإسعاد الشعب الإيراني العاشق لمنتخب بلاده.
وفي النهاية نفى قطبي وجود أي حروب كلامية أو خلافات بينه وين مدرب كوريا الجنوبية موضحاً أن سخونة الأجواء قبل المباراة القادمة هو أمر طبيعي لأنها مواجهة مرتقبة بين منتخبين من أقوى منتخبات آسيا وأكثرها تطوراً في المستوى خلال السنوات الأخيرة.